ظاهرة الإغتيالات تزعزع الأمن في مناطق سيطرة الثوار جنوب سوريا – لبنى الصالح

شهدت كل من محافظتي درعا والقنيطرة في الفترة الأخيرة حالة من الفوضى والفلتان الأمني وارتفاعاً ملحوظاً في عدد عمليات الاغتيال لشخصيات عسكرية وناشطين من قبل مجهولين حيث سجلت أكثر من 20 حادثة اغتيال خلال الأشهر القليلة الماضية في محافظة درعا وكان أخرها قد أودت بحياة رئيس محكمة دار العدل في حوران “الشيخ أسامة اليتيم” مع اثنين من أشقائه ومرافقه، حيث أطلق مسلحون مجهولون النار عليهم أثناء خروجهم من مكان عملهم في محكمة غرز على الطريق الحربي الواصل إلى مدينة درعا البلد.

 كان أكبر عمليات الاغتيال بريف درعا استهدفت قائد لواء توحيد الجنوب “خالد أبازيد”، وقائد كتيبة شهداء العمري “ابراهيم المسالمة”، حيث أطلق النار عليهم أثناء خروجهم من احدى مقرات اللواء في درعا البلد مما أدى إلى اصابة قائد لواء توحيد الجنوب بجروح وقتل قائد كتيبة العمري ابراهيم المسالمة، كما تعرض زهير الزعبي القائد الميداني بفرقة شباب السنة لعملية اغتيال فقتل مع ابنه واصيبت زوجته بجروح خطيرة نتيجة انفجار عبوة ناسفه كانت قد زرعت في سيارته في بلدة الجيزة بريف الشرقي لمحافظة درعا، بالإضافة لإغتيال أبو قاسم المجاريش القائد العسكري بفرقة صلاح الدين.

وفي حديث خاص “للغربال” مع القائد العسكري فيصل الفاضل قائد لواء درع الجنوب التابع لجيش اليرموك والذي نجا من محاولة اغتيال، أفاد الفاضل “بأن ظاهرة الفلتان الأمني الذي تشهده المنطقة نتيجة غياب السلطة الموحدة ونتيجة ضعف دار العدل من الناحية الأمنية وذلك بسبب تقاعس الفصائل من تقديم الدعم بالسلاح والعناصر لدار العدل، و الحد من ضهور هذه الجرائم يتطلب السع والتحقيق لمعرفة الفاعل، وأضاف الفاضل أنه يجب اتباع تدابير جديدة للحد من انتشار هذه الظاهرة وذلك بتقدم الدعم العسكري لدار العدل وتشكيل الحواجز وتفعيل دور الشرطة الحرة في المناطق المحررة وتشكيل النواحي الأمنية لعمل دوريات منتظمة، والاستفادة من التجارب السابقة وتأهيل مجموعات متخصصة لكيفية التحصين والانتباه لمثل هذه العمليات، وملاحقة الأشخاص المشتبه بتورطهم في مثل هذه الأفعال”.

ومن محافظة القنيطرة يقول الناشط زياد السليم أن “القنيطرة كان نصيبها أقل بعدد حالات الاغتيال من محافظة درعا ولكنها تشهد هي أيضا نوع ما من الفوضى الأمنية حيث سجل في أواخر أيلول الماضي محاولة اغتيال بحق أبو بلال الجولاني القائد العسكري لجبهة أنصار الإسلام وكان برفقته أبو معاذ الأغا مسؤول الهيئة السياسية فقد تم استهدافهم بزرع عبوة ناسفة على طريقهم بين بلدتي حران والكودنة”.

 وأضاف السليم: “أنه يجب تأهيل عناصر هندسية ومراقبة وعمل حواجز منتظمة على مداخل ومخارج كل منطقة وأن المستفيد الوحيد من هذه الأفعال هو النظام ومن الممكن بأن يكون قد زرع مجموعات مأجورة في المناطق المحررة مهمتها قتل القادة في الجيش الحر لنيل من عزيمة الثوار، ومنها من يكون عمليات انتقام وتصفية حسابات”.

 وأردف الناشط كنان المسالمة بأن: “المستفيد الوحيد من هذه العمليات هو النظام ومن الممكن بأن تكون مجموعات زرعة في المنطقة من قبل النظام للقيام بهذه الجرائم ضد الثوار وزعزعة أمان المنطقة والتخلص من القادة الذين لهم تأثير في المنطقة، مشيرا إلى انتشار هذه الظاهرة بعد توقف معركة عاصفة الجنوب التي كانت تهدف لتحرير مدينة درعا”.

والجدير بالذكر بأن اغتيال الشيخ أسامة اليتيم كان له أثر كبير على المدنيين فبالإضافة إلى حادثة الاغتيال هذه فقد خسرت دار العدل قبل شهرين نائب رئيس المحكمة القاضي أبو أسامة استكمالا لضرب مشروع دار العدل في حوران، وشكلت حالة من الاحتجاج الشعبي على الانفلات الأمني الذي تشهده المنطقة وعدم قدرة الفصائل المقاتلة من تجنب المنطقة من هذه التجاوزات.

وكانت أراء المدنيين متفقة بأن شبح الاغتيال يهدد أمن أي منطقة وللأسف أصبح المشهد مخيف في المناطق المحررة بريف درعا نظرا لحالة الفراغ الأمني الذي تشهده معظم مناطق درعا المحررة، في غياب نشر الحواجز على مداخل ومخارج كل منطقة وتفتيش السيارات بشكل جيد ومعرفة هوية كل شخص غريب عن المنطقة، وغياب تفعيل دور دار العدل في حوران بإعطائها صلاحيات وقوة تنفيذية أكبر لتكون قادرة خلال المرحلة المقبلة على ضبط الأمن وإبعاد شبح الاغتيالات والفوضى وأخذ كل التدابير الاحترازية لتفادي مثل هذه الحالات في المستقبل والعمل والتنسيق بين جميع الفصائل لتحقيق ومعرفة الفاعل وإعادة شعور الأمان للمناطق المحررة.

التعليقات متوقفه