الجرب.. ماهو وكيف نتخلّص منه – الدكتور: سامر الجنيدي

الجرب هو مرض جلدي سببه نوع من العث يسمى “القارمة الجربية”، تقوم بحفر في الطبقة العليا من الجلد البشري لتضع بيضها، فتتسبب بظهور بثرات وتقرحات بالجلد، كما تظهر خطوط متموجة وخاصة على الجزء الداخلي من المعصم أو بين أصابع اليدين أو القدمين.

 

كيف يصاب الناس الجرب؟

الجرب مرض مُعدٍ، وينتشر عادة عن طريق الملامسة الجلدية مع شخص مصاب بالفعل، كما يمكن للعث أن يعيش لمدة 2 إلى 3 أيام في الملابس أوالفراش أو الغبار مما يسهل العدوى غير المباشرة، لذلك ينتشر بسهولة أكثر في الأماكن المزدحمة ضمن الأسرة الواحدة والمخيمات وفي مراكز رعاية الأطفال ورعاية المسنين، ولا علاقة له بالطبقة الاجتماعية.

يفضل في هذه الأماكن علاج جميع المخالطين في حال اكتشاف حالة جرب واحدة حتى قبل ظهور الأعراض لديهم، فقد يتأخر ظهورها من 4-6 أسابيع.

 

العلامات والأعراض

أكثر الأعراض شيوعاً للجرب هي الحكة الشديدة، والتي يمكن أن تكون أسوأ في الليل، أما المظاهر الجلدية فتبدأ ببثرات صغيرة حاكة تتقرح قد تلتهب وتمتلئ بالقيح، وقد يسمك الجلد مكان الحكة ويتقشّر.

المناطق المصابة من الجسم الأكثر شيوعاً هي اليدان والقدمان لاسيما بين الأصابع، والجزء الداخلي من المعصمين، وتحت الإبط، ثم الكوعين وحول الثديين والأعضاء التناسلية والسرة، والأرداف، أما الرضع والأطفال الصغار فيمكن أن يظهر الطفح الجلدي في فروة الرأس، وراحة اليدين.

يمكن لخدش الجلد بسبب الحكة الشديدة أن يسمح للبكتيريا بالوصول إلى الجلد المصاب فيلتهب الجلد ويُصاب بما يدعى بالقوباء.

العلاج:

يقوم الطبيب بفحص المناطق المصابة من الجلد وقد يحتاج إلى أخذ عينة صغيرة من الجلد المصاب ودراسته تحت المجهر، يُعالج الجرب بعدها بالكريم أو الغسول لقتل العث، حيث يتم تطبيقه على الجلد في جميع أنحاء الجسم وليس فقط المنطقة المصابة، ويبقى على الجلد لمدة 8 إلى 12 ساعة قبل أن يتم غسله.

أما الرضع والأطفال الصغار فيجب أن يوضع الكريم على الوجه وفروة الرأس حتى على الأذنين، ويجب أن يتم تقليم أظافر الطفل وكشط أية أوساخ على أطراف الأصابع، ووضع الدواء عليها. ويتم تطبيق الدواء قبل ذهاب الطفل إلى الفراش، ثم يجب أن يستحم الطفل في الصباح، في معظم الأحيان يكون هناك حاجة إلى تكرار العلاج خلال 1-2 أسبوع.

قد يصف الطبيب مضاداً حيوياً إذا اختلط الجرب بالتهاب جلدي، كما قد يصف مضاداً للحكة، بمجرد أن يبدأ المريض بعلاج الجرب، يتوقف الشعور بالحكة بعد أسبوع إلى اثنين، في بعض الحالات يمكن أن تستمر لبضعة أسابيع. وإذا كان العلاج فعالاً؛ يجب أن تختفي المظاهر الجلدية بعد 24 إلى 48 ساعة.

 

الوقاية:

تلامس الأيدي هو الطريقة الأكثر شيوعاً لنقل الجرب، وبما أن العث يمكنه العيش لعدة أيام في الملابس والفراش أو الغبار يمكن للجرب أن ينتشر عن طريق المشاركة بالسرير أوالبياضات أو المناشف، لذلك إذا أصيب بالجرب شخص في تجمّع ما (الأسرة أو المخيم أو دار الرعاية..إلخ) ينبغي أن يُعامل جميع الأعضاء الآخرين في التجمّع على أنهم مصابون حتى ولو لم تظهر الأعراض عندهم، كما يجب غسل الملابس، والبياضات، والمناشف في الماء الساخن ثم تجفيفها بالهواء الساخن ويجب وضع الأشياء التي لا يمكن غسلها ضمن كيس من البلاستيك مختوم لمدة 3 أيام على الأقل سيموت خلالها العث المسبب للمرض.

التعليقات متوقفه