النجاح بقوة السلاح – فريق التحرير

النجاح بقوة السلاح

فريق التحرير

قبل “التحرير” كان أبناء عناصر الأمن وأجهزة المخابرات المختلفة يحظون بمعاملة خاصة في المدارس وينالون دائماً درجات كاملة أو قريبة من الكمال، هذه الحال كانت في الماضي، أما الآن وقد منّ الله علينا بالتحرير والخلاص فالحال اختلفت كلياً.

إذ يكفي اليوم أن يكون الطالب ابن عنصر في “كتيبة أمنية” ما؛ حتى يقلب مدرسة كاملة رأساً على عقب، ويغير السياسة التعليمية بكل ما فيها.

هذا ماحدث في إحدى ثانويات المناطق المحررة، فالمدرسة التي قرر كادرها التدريسي والإداري جعلها مدرسة نموذجية؛ اصطدمت بواقع مختلف تماماً وانتهت تجربتها الطموحة نهاية محزنة.

فالالتزام بالتدريس على أصوله انقلب خيانة للثورة وعمالة لنظام الأسد والبعث، ولم يتوانَ بعض طلاب المدرسة عن التوجه إلى الكتيبة الأمنية في القرية ليقدموا شكوى ضد المدرسة لأن أسئلة الامتحان كانت صعبة!

الأمر الذي استدعى تدخل الكتيبة الفوري لإحقاق الحق، فدخل عناصرها بسلاحهم قاعات الامتحان وبدؤوا البحث عن ورقة إجابة لطالب نبيه ليتم تعميم إجاباته على الطلاب جميعاً! وعندما فشل مسعاهم قاموا بطرد الطلاب من قاعات الامتحان وأعلنوا أن الجميع ناجح، ولم يتأخر أحد العناصر عن “تخريس” إحدى الطالبات التي أرادت أن ترى ثمرة جهد حقيقي بذلته طوال شهور عديدة.ثانوية ذي قار - كفرنبل

مدير المدرسة الذي التقته الغربال أكد لنا أنه قال لعناصر الكتيبة: “لن ينجح إلا من يستحق النجاح” فكان الجواب: “الكل بدو ينجح بالصرماية”…! وهكذا كان.

إذ تمّ استئناف الامتحانات في اليوم التالي مع تعديل بسيط، تم من خلاله استبدال الأسئلة بالإجابات ونجح الجميع بقوة السلاح!

العقل المدبر لكل هذه الفوضى كان ابن أحد العناصر الذين يعملون في الكتيبة، والذي اعتاد الذهاب إلى المدرسة باللباس العسكري الكامل! ناهيك عن إهانات وشتائم لا تنتهي كان يوجهها إلى المدرسين والإداريين في المدرسة، وعندما تمّ إعلام والده بحقيقة الوضع وأن ابنه راسب لا محالة؛ انتفض الوالد وأعلن أنه سيغلق المدرسة ولن يتوانى عن تفجيرها، فهو “ما سأل عن نظام بشار الأسد حتى يسأل عن نظام مدرسة”…!

بعد سنتين من عمر الثورة، ألا يحق لنا طرح سؤال عن جدوى الشعار الذي رفع في أيامها الأولى: “لا دراسة ولا تدريس حتى يسقط الرئيس”… ماذا لو أن الرئيس لم يسقط خلال عشر سنوات، هل سيكون من الممكن حينئذٍ لجيل الجهلة الناشئ أن يطيح بالجاهل القابع في القصر الجمهوري…؟

التعليقات متوقفه