أيتام حلب بين الرعاية والكفالة – عباس قباني

في الأحياء التي خرجت عن سيطرة النظام في مدينة حلب منذ صيف عام 2012 أصبح هناك المئات وربما الآلاف من الأيتام بدون معيل، تم تأسيس دار المميزون لرعاية الأيتام من قبل مؤسسة الأمة الخيرية، استقبلت الدار حتى الآن 9 أطفال تتراوح أعمارهم بين 3 سنوات و 13 سنة من الأيتام الذين فقدوا الأم والأب، ضمن مبنى مؤلف من 4 طوابق مفعلة يعيش فيها الأيتام ومن يرعاهم وطابقين تحت الأرض تم تجهيزها كملجأ خوفاً من  قصف قوات النظام للدار، تتسع الدار لـ 25 طفل ضمن إمكانياتها الحالية وستتسع مستقبلاً لـ 100 طفل حين يتم تجهيزها بشكل كامل.

تقدم دار المميزون للأطفال المقيمين بها المأكل والملبس والتعليم وتقيم لهم نشاطات ترفيهية ورحلات أسبوعية إلى الحدائق المجاورة والمدارس التي تشغلها مؤسسة الأمة، ذلك في سبيل إخراج الأيتام من جو الدار المغلق، وتشتمل برامج الترفيه على ألعاب جماعية ومسابقات مسلية للأطفال.

يشرف على الأطفال بعض المرشدين التربويين وسيدات يعملن على رعاية نظافة الأطفال وإطعامهم على مدار الساعة، ويوجد في الدار كادر من المعلمين و المعلمات المقسمين حسب أعمارهم ومستوياتهم العلمية، ويحضر الأطفال المقيمون في الدار حصص دراسية ضمن فترات الصباح وبعد الظهيرة.

يتضمن تعليم الأطفال إعطائهم دروساً في التربية والأدب ودروساً علمية بحسب المنهج المعطى، ولا يختلف تدريسهم عن أي معهد خاص بسبب قلة عددهم، و لا يوجد أي مؤسسة تعليمية خارجية تشرف على تدريسهم.

من الصعوبات التي تواجه الكادر المشرف على الأطفال الأيتام عدم وجود طبيب نفسي يوجه المرشدين التربويين، الذين يتعاملون مع الأطفال بحذر كونهم قد انتقلوا حديثاً إلى دار الأيتام، فعند دخول الطفل لمكان غريب ومشاهدة وجوه أشخاص غرباء عن والديه  لابد ان يعاني من صعوبة في التأقلم، وقد حاول المشرفون على دار الايتام دمج الطفل بسرعة في المكان من خلال إيجاد غرفة للألعاب وصالة مزودة بجهاز إسقاط لمشاهدة أفلام الكرتون، أصبحت دار الأيتام التي افتتحت حديثاً تتمتع بجو عائلي ساعد الأطفال على الاعتياد على مواصلة حياتهم بها.

يتواجد طبيب للأطفال المقيمين في دار الأيتام يقوم بالإشراف عليهم بشكل دوري، حيث يزورهم مرتين أسبوعياً، ليقوم بوصف العلاج لهم في حال تعرضوا لأي مرض، ليبدأ حينها دور  المربيات اللاتي يقمن بمتابعة على علاج الأطفال المرضى على مدار الساعة  .

ضمن نظام الدار يوجد تقييم أسبوعي  لكل طفل، بالإضافة لتقييم شهري يتضمن التقييم الأخلاقي والتعليمي والتربوي ليراقب المشرفون حال الأطفال ويلحظوا ما إذا كان الواحد منهم في حالة تحسن أو تراجع على هذه المستويات، كذلك يتم تقييم المعلمين والمربيات والمرشدين التربويين. .
بالإضافة لافتتاح دار الأيتام تقدم مؤسسة الأمة الخيرية كفالة شهرية لنحو 166 طفل من الأيتام في حلب، حيث يتم صرف رواتب شهرية  لكل طفل، ويقيم هؤلاء الأطفال عند أقارب لهم أو في منزل والدتهم في حال كانوا يتيمي الأب فقط.

تقدم جمعية عطاء للإغاثة والتنمية كفالات شهرية لأكثر من ثلاثمئة طفل في مدينة حلب أيضاً، كما تقدم جمعية المنال للتنمية والإغاثة كفالات شهرية لنحو 250 طفل يتيم في حلب تتراوح أعمارهم بين السنة و الـ 13 سنة، والجمعية تتكفل بدعم مادي فقط براتب شهري لكل طفل قيمته خمسون دولاراً امريكياً، و يتم تسليمه في مقر الجمعية بعد تحديد موعد لذوي الأيتام عن طريق لجنة تعمل على كشف شهري لمتابعة أوضاعهم.

هناك ما يعادل واحد بالمئة فقط من ضمن الـ 250 من يتيمي الأب والأم أما الـ99% الآخرون فهم يتيمون لجهة الأب فقط وليس لديهم أي معيل، ومن ضمن الأطفال المكفولين مصابون بأمراض أو إعاقات دائمة تجعلهم بحاجة لعناية طبية.

تتطلع جمعية المنال لافتتاح روضة نموذجية للأطفال الأيتام دون السادسة من العمر،  لكن استهداف طيران النظام أحياء حلب بالطيران الحربي والبراميل المتفجرة وصواريخ الفيل المصنوعة محلياً منع القائمين على الجمعية من افتتاح الروضة حتى الآن.

التعليقات متوقفه