الدفاع المدني… ثقافة جديدة في سورية الحرة! – ماهر السعيد

الدفاع المدني… ثقافة جديدة في سورية الحرة!

ماهر السعيد

“وظيفة تنفيعة” هذا مايعرفه السوريون عن الدفاع المدني السوري قبل الثورة! ورغم شكلية هذا الجهاز الخدمي فإنه اختفى بالكامل من المناطق المحررة، ومن أراد من عناصره أن يرهن معداته وجهده وتعبه للشعب الأعزل الواقع تحت سطوة الآلة العسكرية المجرمة للنظام كان يواجه بالسجن والتعذيب وأقله الطرد من الوظيفة.

أمام جنون النظام عسكرياً واستخدامه أسلحة ومتفجرات ثقيلة أحالت البيوت إلى ركام والقرى والبلدات أثراً بعد عين؛ باتت الحاجة إلى جهاز دفاع مدني فاعل حاجة ملحّة. فكم من شخص قضى تحت الأنقاض لعدم توفر الإمكانيات والمعدات اللازمة لإنقاذه، وكم من مصاب خرج بعاهة دائمة لعدم وجود فريق مدرب على نقله بشكل سليم والتعامل مع حالته بشكل صحيح.

لوغو الدفاع المدني

منذ أشهر بدأنا نسمع بتشكيل فرق للدفاع المدني من شباب متطوعين انخرط بعضهم ضمن تشكيلات المجالس المحلية وخضع البعض الآخر لدورات تأهيلية في تركية قدّمت لهم في ختامها بعض معدات الإنقاذ الشخصية الخفيفة.

واليوم تنتشر فرق صغيرة للدفاع المدني في أكثر من منطقة في محافظتي حلب وإدلب وغيرها، بعضها مازال مبتدئاً وبعضها الآخر فرضت عليه الظروف أن يكون محترفاً كما هي الحال مع فرق الدفاع المدني في حلب المدينة التي تعيش تحت قصف مستمر للبراميل المتفجرة منذ أشهر.

ويمكن ذكر بعض من أهمّ مهام الدفاع المدني في المناطق المحررة، والتي تتلخص في التالي:

– تقديم الإغاثة للمتضررين في حالات القصف والنزوح.

– إعداد المتطوعين للقيام بأعمال الدفاع المدني.

– مكافحة الحرائق وإطفائها والقيام بأعمال الإنقاذ والإسعاف.

– إخلاء وإيواء المواطنين في حالات القصف.

– انتشال الجثث وإنقاذ العالقين من تحت الأنقاض.

– التعامل مع الأبنية والمنشآت الأيلة للسقوط والمتضررة جراء القصف والحد من خطر انهيارها.

في ظل هذه المهام الصعبة يغدو التدريب البسيط الذي خضع له متطوعو الدفاع المدني غير كافٍ، إذ لابدّ من تذليل صعوبات كبيرة تقف في وجه عمل هذا الجهاز بشكل أكمل، وأهمها:

– عدم توفر المستلزمات والآليات ووسائط النقل: تركس – باكر – سيارت ترحيل – سيارات نقل – سيارات إطفاء.

– قلة الكادر البشري وقلة العناصر المدربة وعدم وجود مردود مادي منتظم للعنصر “راتب”.

– سيطرة بعض التشكيلات العسكرية المعارضة على آليات الدفاع المدني في المناطق المحررة.

– عدم وجود وسائط اتصال، الأمر الذي يؤخّر وصول فرق الدفاع المدني إلى مكان القصف أو الاستدلال عليه.

يحق لنا التفاؤل ربما، بأننا بعد انتهاء هذه الحرب وإسقاط النظام؛ سنمتلك جهازاً فاعلاً ومميزاً للدفاع المدني، تلقى تدريبه على أرض الواقع وتحت القذائف والمتفجرات؛ وتعامل مع حالات في غاية الصعوبة وأنقذ أرواحاً كثيرة، وسنكون كلنا فخر عندما سنرسل عناصر من هذا الفريق إلى الدول المنكوبة بزلازل أو كوارث طبيعية أو غيرها ليمد لها يد المساعدة، الأمر الذي لم يفعله النظام المجرم يوماً!

التعليقات متوقفه