سرية العفاريت: أجرأ عملية خطف لجنود من قوات النظام – تحقيق وتصوير: مروان حميد وعلي الناصر
“سرية مغاوير كفروما”، هي المجموعة التي قامت بعملية الخطف، تابعة لأحد ألوية الجيش الحر في منطقة معرة النعمان، والمسمّى: لواء أحرار 15 آذار. المجموعة بقيادة “فراس الإبراهيم” الملقب بالضبع.
رصد مستمر
كانت المجموعة تقوم منذ مدة طويلة برصد واستطلاع لحواجز القوات النظامية المتمركزة على الطريق الدولي “دمشق-حلب” في منطقة معرة النعمان. وبعد عمليات الرصد لاحظت المجموعة أن عناصر الجيش النظامي كانوا يستغلون سيطرتهم على الطريق الدولي المتوقف أصلاً، والمحوّل إلى طريق عسكرية لاتسير عليها إلاّ الآليات العسكرية، وكان العناصر كثيراً ما يبتعدون عن نقاطهم في تجمع الحامدية ويصلون إلى منطقة قريبة من حاجز بسيدا، للوصول إلى منطقة تقوى فيها تغطية الأجهزة الخليوي.
بعد تجميع كل هذه المعلومات قرّرت المجموعة التخطيط لعملية الخطف، وهي التي لم تتلقَ أي تدريب مسبق للقيام بمثل هذه العمليات، استغلت المجموعة أن أفرادها هم أبناء المنطقة وأنهم أكثر معرفة وخبرة بأرضهم من غيرهم.
حانت ساعة الصفر بعد رصدٍ استمر 11 يوماً، وانطلق حوالي 20 عنصراً من المجموعة، وتوزعوا بين عناصر رصدٍ متقدم وعناصر رصد في المؤخرة، وتوزّع البقية على كمائن على جانبي الأتوستراد الدولي.
أما فراس “الضبع” فيقول: استغل المغاوير حالة الراحة والطمأنينة التي تشعر بها بعض حواجز الجيش نتيجة كونها محاطة بالكامل بحواجز أخرى، وتسللنا إلى نقطة لايخطر على بال أحد من عناصر الجيش أن يتواجد فيها أحد غير عسكري.
ساعة الصفر
مضى اليوم الأول ولم يوفّق العفاريت بأي صيد، ولكنهم أعادوا الكرة في اليوم التالي وبعد انتظار طويل جاءت العبارة المنتظرة عبر جهاز اللاسلكي: عصفوران على الغربي من الشمال إلى الجنوب باتجاهك، فأجاب الضبع: استلمت، وبدأ التحرك!
وصل الصيد الأول: اثنان من الجنود سوية سرعان ما تمّ إلقاء القبض عليهما، وسحبهما إلى نقطة الرصد في المؤخرة. يقول فراس: عندما خرجنا لاختطاف العنصرين شاهرين مسدساتنا؛ بدأا بالضحك وقالا: بلا مزح يا دورة! ولم يعرفا أننا لسنا أبناء دورتهم العسكرية إلاّ عندما تمّ تقييدهما ولفّ الشريط اللاصق على أفواههما.
وبما أن أحداً لم ينتبه للعملية؛ قرر المغاوير إعادة الكرة في اليوم التالي وبنفس الترتيبات السابقة.
وأيضاً نجح الأمر، وتمّ اصطياد عنصرين آخرين من حواجز قوات النظام، ويبدو أن شهوة الخطف قد استبدت بالمجموعة فاستمرت بالكمين وتمكنت من اصطياد عنصرين ثالثين في اليوم ذاته بعد ساعات قليلة من العملية السابقة، وأصبح العدد الكلي 6 جنود.
بعد العملية الثالثة أصيبت قوات النظام بالجنون، ومشّطت المنطقة بالكامل بالرشاشات الثقيلة والقذائف الصاروخية، واقتلعت عدداً كبيراً من أشجار المنطقة، وقامت بنصب كمين من عنصرين في ذات النقطة التي كان يكمن فيها المغاوير.
اصطياد الصياد
رصد المغاوير بشكل دقيق حركة عنصري الكمين، وحددوا توقيت وصول العناصر وتوقيت مغادرتهم، وبعد 10 أيام من الرصد المكثّف قرّر المغاوير اصطياد عناصر الكمين المكلفين باصطيادهم أصلاً!
وتمّ تنفيذ الخطة كما هو مرسوم لها، ولكن ما إن أصبح المغاوير على بعد مترين من العنصرين، بادرا بإطلاق النار؛ فرد المغاوير وتم قتل العنصرين، وسحب مابحوزتهما من سلاح وتجهيزات، وانسحب المغاوير تحت وابل جنوني من القصف وإطلاق النار الذي انفتح من طوق الحواجز المحيطة بهم، والتي كان عناصر المغاوير ينفذون عملياتهم في قلبها تماماً!
مخاطر وصعوبات
عند سؤال علي أحد أفراد المغاوير: على ماذا اعتمدتم في تنفيذ هذه العملية الجريئة وأنتم دون تجهيزات أو تدريب خاص بمثل هذه العمليات، أجاب وقد ارتسمت على وجهه ضحكة طفولية: على الله… بس، مالنا غيره!
للوصول إلى مركز الكمين كان المغاوير يتجاوزون ثلاثة حواجز، فيمرّون بعيداً عن الحاجز الأوّل 100 متر، وعن الثاني 400 متر، وعن الثالث 300 متر، كان إجمالي المسافة المقطوعة حوالي 2 كم، معظمها يُقطع زحفاً بين الأشجار والأحراش المنتشرة في المنطقة.
وعند سؤال فهد –أحد المغاوير- عن الغاية من هذه العملية أجاب: نحن دمنا للضيعة وأرواحنا فدى ضيعتنا، وهذه العملية قمنا بها لفرض مبادلة على جيش الأسد، في محاولة منا لإخراج أبناء بلدتنا المختطفين في سجون النظام المجرم.
الجنود المختطفون مايزالون في قبضة العفاريت، وقد تسنّى لفريق الغربال اللقاء بهم، وأكدوا أنهم يعاملون معاملة حسنة، وأن الضبع “قائد العفاريت” يسمح لهم بالاتصال بأهلهم عبر أجهزة الثريا، وقد حضر الفريق بنفسه اتصال أحدهم بوالدته.
رسالة
في نهاية المقابلة مع المغاوير أصروا على تحميلنا الرسالة التالية: سنفعلها مجدداً وسنثبت لأبناء المنطقة أننا قادرون على دحر قوات النظام من المنطقة وتحريرها. والجدير بالذكر أن المغاوير فعلوها مرة ثانية بتاريخ 7 الشهر الجاري في اليوم الأول من أيام معركة الزلزلة التي تهدف لتحرير المنطقة بالكامل، وخطفوا ضابطاً برتبة عميد في المنطقة ذاتها!
التعليقات متوقفه