الليشمانيا “حبة السنة” – د. عبد الإله الإسماعيل

الليشمانيا “حبة السنة”

د. عبد الإله الإسماعيل

سنعرض في هذه العجالة لمرض اللايشمانيا الجلدية الذي كان يُعدّ منذ فترة بسيطة من الأمراض البائدة أو النادرة، إلا أنه عاد للانتشار بعد عامين من الحصار الخانق للمناطق المحررة، وذلك لكثرة العوامل المهيئة لانتشار الأوبئة كأكوام النفايات والمجارير المفتوحة وعدم فعالية البلديات في أمور النظافة والتقصير في مكافحة الحشرات والحيوانات التي تنقل العدوى.ذبابة الرمل

فمن الملاحظ أنه كان يُسجل تشخيص ثلاث أو أربع حالات من اللايشمانيا خلال السنة في العيادة، أما حالياً فنسجل حالة واحدة على الأقل أسبوعياً، ولذلك وجب علينا دق ناقوس الخطر والانتباه وأخذ الحيطة والاستعداد لمواجهة هذا الوباء.

تقديم:

حبة السنة مرض يسببه طفيلي (كائن حي دقيق وحيد الخلية) ينتقل للإنسان ولبعض الحيوانات كالقوارض والكلاب عن طريق بعض أنواع البعوض.

وغالباً ما تتوضع هذه الآفة على المناطق المكشوفة من الجسم، كالوجه واليدين والساعدين والساقين والقدمين، ولا علاقة لتسميتها بفترة شفائها، فهناك أنواع تشفى بعد 8-12 شهر تاركة وراءها ندبة وهناك أنواع تستمر سنوات عديدة.

التشخيص:

تشخيص داء اللايشمانيا الجلدية سهل وذلك من مظهر الحبة الوصفي على الأماكن المكشوفة، ويمكن أن نستأنس بالقصة السريرية وقد نلجأ إلى المخبر من أجل إثبات التشخيص. علماً أن إجراء الفحص المجهري المباشر يتطلب مهارة جيدة من الطبيب المخبري الذي يقوم بذلك الفحص.

العلاج:image

يعتمد علاج اللايشمانيا على إعطاء مركبات الغلوكانتيم عن طريق الحقن العضلي أو الحقن الموضعي مع الانتباه في حال وجود أمراض قلبية أو كبدية أو كلوية.

كما يجب ملاحظة أنه يُمنع إجراء التجريف الجراحي للآفة، تفادياً لخطر انتشارها عن طريق الأوعية اللمفاوية، كما يمكن علاجها أيضاً بالكي البارد.

الوقاية:

أما الوقاية فتكون على منحيين:

– القضاء على الحشرة الناقلة للطفيلي وعلى الحيوانات المستودع (الجرذان والكلاب).

– إعطاء اللقاح المعطِّل للأشخاص المتواجدين في المناطق الموبوءة.

ولأن الوقاية خير من قنطار علاج؛ وجب علينا نشر الوعي بين الناس ومناشدة الجهات الفاعلة لتأخذ دورها في الحد من انتشار هذا الوباء، مع العلم أن فصل الصيف قد أصبح بيننا وإن لم نأخذ بالحسبان التوصيات السابقة؛ فإن هذا المرض قد يتحول إلى وباء لن ينجو منه أحد.

التعليقات متوقفه