محلات بيع الأسلحة في المناطق المحررة بين الحاجة والانفلات – محمد الباشا

محلات بيع الأسلحة في المناطق المحررة

بين الحاجة والانفلات

محمد الباشا

بدأت تنتشر مؤخراً في بعض المناطق “المحررة” ظاهرة “محلات الأسلحة” على طراز الغرب الأمريكي، حيث تعرض فيها أسلحة خفيفة كالمسدسات والذخائر المتنوعة وأسلحة للصيد كالبومبكشن بنوعيها الأتومتيك والعادي، إضافة إلى الألبسة العسكرية المموّهة والسواطير والشعارات والأعلام المتنوعة بتنوع الجهات المقاتلة على الأرض، ويحدثنا بعض الأصدقاء عن وجود أسلحة أثقل كالـ آر.بي.جي معروضة للبيع في مناطق شمالي حلب!

محمد، واحد من أصحاب هذه المحلات، حدثنا عن مهنته قائلاً: الأسلحة تأتينا من تركيا ومن البادية عبر مهربين خيّالة يوصلونها إلينا، وسابقاً كنت أشتري ذخائر من مقاتلين كانوا يستلمونها للقتال في المعارك ولكنهم كانوا يبيعونها لنا، أما الآن فقد توقفت عن التعامل معهم بعد أن قال لي أحد رجال الدين إن شراء هذه الذخائر حرام!

ويضيف محمد: يأتينا بعض الأحيان أطفال يعرضون علينا ذخائر للبيع يكونون قد سرقوها غالباً من أهلهم المقاتلين. أما عن طبيعة الزبائن فيقول محمد: إن 90% منهم ثوار، و 10% أشخاص يسافرون كثيراً ويشترون مسدسات للحماية الشخصية على الطرقات، كما أخذ بعض الأهالي مؤخراً يشترون أسلحة خفيفة بعد انتشار ظاهرة الخطف والسرقة.

DSC_0040

محمد يؤكد أن مهنته لاتخضع لأي رقابة من أية جهة، وأنه بدافع شخصي وأخلاقي يمتنع عن بيع الأسلحة للأطفال أو الأشخاص المريبين ولكنه لايستطيع أن يؤكد أن الوازع الأخلاقي الموجود لديه موجود أيضاً لدى باقي باعة الأسلحة.

أما عن الأطفال، فيؤكد أنهم طلبوا منه أكثر من مرة شراء ذخائر وأسلحة خفيفية ولكنه امتنع عن بيعهم، ويرى أنهم يُقبلون بشكل كبير على شراء الألبسة العسكرية والقبعات والأعلام والشعارات التي تعود للجيش الحر وجبهة النصرة.

سعيد أحد المواطنين الذين عبروا عن رأيهم بهذه الظاهرة، يرى أن على الجهات الأمنية والشرطة ومجالس الإدارة المحلية الناشئة في المناطق المحررة أن تكافح هذه الظاهرة بالكامل، فأسلحة المعارك تأتي من جهات خاصة وتذهب إلى جبهات القتال، فلماذا يتم بيع الأسلحة بصفة تجارية داخل البلد؟

ولايخفي سعيد قلقه من خطورة الأمر على الأطفال الذين قد يلحقون الأذى بأنفسهم وبأهلهم عبر العبث بالذخائر التي قد يشترونها من هذه المحلات ناهيك عن إمكانية شرائهم أسلحة من قبل بعض الباعة الذين “لا ذمة لهم ولا ضمير” ويطالب الجميع في ختام حديثه أن “يتقوا الله فينا فقط”!

الغربال توجهت بالسؤال عن هذه الظاهرة لقيادة الكتيبة الأمنية وبعض قادة التشكيلات في المنطقة وأكد الجميع عدم معرفتهم بالأمر، وأن حدود معرفتهم تتوقف عند بيع هذه المحلات ألبسة وجعباً عسكرياً فقط.

مشكلات عديدة تعاني منها المناطق “المحررة” وليست “محلات تجارة الأسلحة” بأخطرها أو أعظمها، ولكنها قضية لاتخلو من خطورة وخاصة ما يمكن أن تمثله من خطر على الأطفال والناشئة. قضية نضعها بين يدي الجهات المسؤولة عن تحقيق الأمن وإدارة المناطق المحررة، فهل تلتفت لها وتتداركها بالحل قبل فوات الاوان؟

التعليقات متوقفه