صوت الحكمة الغائب – سليم المحروق

صوت الحكمة الغائب

سليم المحروق

لقد دعتني الفطرة وامتثالي لحكمة الحياة ونواميسها التي فاخرتْ بأبنائها العظماء أن أقف على ثلاثة أقوال لثلاثةٍ منهم لعلنا نعتبر ونتبصَّر ونسترشد ونتلمس طريقنا التي غامت فيه أبصارنا وبصائرنا ولعلَّ عقولنا تعي فلسفتهم وقلوبنا تفقه مواعظهم وأرواحنا تتمثل حكمتهم وعندئذٍ قد نستعيد أنفاسنا ونفكر بالعقل الروحاني الذي ما كان لنا إلا هادياً ومعلماً وحادياً على درب البشرية الطويل.

أما القول الأول فهو للفيلسوف ابن سينا “الشيخ الرئيس” إذ يقول: “وما يزال المنطق مقياساً يُعرَف به الصحيح من الفاسد والخطأ من الصواب، وهو أداة لاقتناص المجهول من المعلوم”.

وأما القول الثاني للإمام علي بن أبي طالب كرَّم الله وجهه إذ يقول: منْ نصَّب نفسه للناس إماماً فليبدأ بتعليم نفسه قبل تعليم غيره، وليكن تأديبه بسيرته قبل تأديبه بلسانه، ومعلم نفسه ومؤدّبها أحق بالإجلال من معلم الناس ومؤدبهم”.

والقول الثالث وأكرِم به قولاً فهو لأحد المفكرين المعاصرين إذ يقول: “إني أؤمن بالحجة تقرع الحجة ولا أؤمن بالسيف يقرع السيف، إني أؤمن بالثورة يشنَّها النور على الظلمة فتطهّر النفس من الذل والفكر من الخوف والقلب من الضغينة، ولا أؤمن بها يشنها الحقد على الحقد فتغسل بالحديد والنار فساد الحاكمين مادام في الأرض غثيان من فساد المحكومين”.

إن هؤلاء العظماء قدموا للبشرية عصارة جهدهم الفكري وجهادهم الروحي فما بالنا نحن معرضين عن هذه المواعظ وأمثالها.

آه كم نحن مكابرين وبما لدينا من فقر في المعرفة راضين، فحبذا لو أننا لحكمة هؤلاء وأمثالهم منصتون.

وأخيراً ألا فلتسمع المسكونة بما ومن فيها بأننا نحن في سوريا خارج دائرة الإنسان العاقل المدرك المريد. ألا فهل من متبصر أو من سحرٍ ساحرٍ!…

التعليقات متوقفه