الفراغ وضرورة الملء – عبد المعطي خطاب
الفراغ وضرورة الملء
عبد المعطي خطاب
في الطبيعة قوانين ونواميس تحكم سير الوجود والإنسان، ومن نواميس وقوانين هذا الوجود أن “لافراغ”، ومثال ذلك في الطبيعة عندما يسخن الهواء ويرتفع ويتخلخل يأتي إليه من أي اتجاه هواء بارد وثقيل ليملأ هذا الفراغ ويعيد التوازن والاستقرار، وهذا ما ينطبق على الإنسان والمجتمع في كل مفاصل الحياة.
إن فقدان شيء من التركيبة الاجتماعية أو حصول فراغ في السلطة يُحدِث شكلاً من أشكال القلق ويدفع بالإنسان إلى التحرك بكل اتجاه حتى يملأ هذا الفراغ ويعيد لنفسه التوازن.
وكل ما أريد قوله والوصول إليه هو: إن على الثورة ألا تترك فراغاً في المجتمع، فالمجتمع يريد السلطة والقانون والأمان على حياته وممتلكاته.
نعم، إن هزيمة النظام -على علاته- تركت فراغاً في سير الحياة، وعلى الثورة ملء هذا الفراغ بكل إمكانياتها قبل أن تملأه الفوضى والانتهاز، وعلى الثورة إفهام الناس أن الحرية ليست فلتاناً وليست تجاوزاً على الآخرين.
فهناك طبقة ما في المجتمع لا يهمها إلا مصالحها الذاتية والتجاوز على حقوق الآخرين، فهي تستغل أي فراغ في تطبيق الأنظمة والقوانين لتفعل فعلها في المجتمع من تخريب وفساد.
وإلى أن تشرّع الثورة قوانينها وأنظمتها التي تريدها، لا مانع من العمل بالأنظمة المرعية وبدافع ثوري قوي.
فالدول المتقدمة لم تصبح هكذا بالتوسل للمسيئين والفاسدين، إنما وصلت بفعل القوانين وتطبيقها بدون تهاون ولا استثناء.
فلا أحد يلوم السلطة أياً كانت على ردع الطبقة المسيئة والانتهازية والفاسدة في المجتمع.
لذا نهيب بشباب الثورة أن يعطوا أهمية كبرى لهذه الأمور، وأن يُفعِّلوا عمل اللجان المحلية الشعبية عملاً وليس قولاً!
التعليقات متوقفه