كارثة تهدد سكان حوض الفرات مع استمرار إغلاق عنفات سد تشرين – خليفة خضر

تهجير بالإغراق للقرى العربية على ضفاف الفرات، هكذا وصف ناشطون ارتفاع منسوب المياه بنهر الفرات في ريف حلب، بعد سيطرة قوات سورية الديمقراطية المنضوي تحت لوائها قوات كردية وعربية وتركمانية على سد تشرين وما حوله من القرى منذ أيام، بعد أن انتزعت السيطرة على السد من تنظيم “داعش” الذي كان يسيطر على المنطقة منذ أواخر عام 2013.

ارتفع منسوب المياه في بحيرة تشرين الواقعة خلف السد بعد سيطرة قوات سوريا الديمقراطية عليه بفعل تدفق المياه المستمر في نهر الفرات حيث يقدر تدفق المياه حاليا ب500 متر مكعب بالثانية تتجمع بشكل مستمر في بحيرة تشرين بسبب إغلاق عنفات سد تشرين الأمر الذي أدى إلى ارتفاع مستمر في منسوب البحيرة مما أدى إلى غرق قرى محاذية للبحيرة وهدد المنطقة بكارثة إذا لم تتخذ الإجراءات اللازمة.

ويتم في هذا الوقت تبادل الاتهامات على مواقع التواصل الاجتماعي بين تنظيم داعش وقوات سورية الديمقراطية فالأول يدعي أن قوات سوريا الديمقراطية قامت بإغلاق عنفات السد عمداً بالإضافة إلى حجز موظفين السد وتهديدهم بالقتل في حال تعاونوا مع قوات سورية الديمقراطية، والثاني يتهم التنظيم بزرع عبوات ناسفة عرقلت عمليات الضخ وإعادة التشغيل.

ومع تبادل التهم يبقى المدنيون الذين تقع قراهم على ضفاف الفرات بين فيكي كماشة التنظيم والقوات، أحمد أبو تيّم ناشط إعلامي من مدينة منبج تحدث للغربال عن القرى التي غرقت وعن حجم الكارثة وتداعياتها قائلاً: “ارتفاع منسوب نهر الفرات يهدد بـكارثة انسانية كبيرة في ريف حلب الشرقي، حيث استمر لليوم الثالث على التوالي استمرار ارتفاع المياه بمجرى نهر الفرات لتغمر المياه أراضي زراعية ومنازل سكنية بالقرب من بلدة قره قوازق وناحية الشيوخ وقرية القبة وتل أحمر وسهل القملق وبداية قرية بوراز بريف جرابلس، ذلك بعد أن تفاجأ السكان في صباح يوم الاثنين بزيادة في كمية المياه داخل مجرى نهر الفرات وبحيرة تشرين وغمرها للعشرات من الأراضي الزراعية بشكل مستمر ومتزايد وذلك بعد يوم واحد فقط من سيطرة قوات سوريا الديمقراطية على سد تشرين بريف مدينة منبج وكان سبب الارتفاع اغلاق العنفات في سد تشرين وفرار الموظفين أيضاً”.

وعن الحلول أفاد عماد الدين حنيضل رئيس المجلس الثوري المحلي في مدينة منبج: “سد تشرين يحتجز خلفه بحيرة مساحتها 155 كيلومترا مربعاً تبلغ سعتها التخزينية 1.9 مليار متر مكعب من الماء واستمرار اغلاق العنفات واستمرار تدفق الماء الى البحيرة سيؤدي إلى زيادة الحمولة على جدران السد وبالتالي انهياره مما سينتج عنه كارثة انسانية تؤدي لغمر ما يقارب 470 قرية على ضفاف نهر الفرات هذا بالإضافة لخسارة السد الذي يولد ما يقارب 600 ميغا واط من الكهرباء اثناء عمله بالطاقة القصوى”.

 وعن الأسباب التي أدت لإغلاق العنفات يردف “الحنيضل :”العنفات أُغلقت بفعل فاعل، لأنها عادة تكون بالحد المتوسط، أي متى ما زادت نسبة الماء في البحيرة يتدفق الماء للخارج تلقائيا، المشكلة بسيطة الحل، يستطيع أي عامل يتأمن دخوله إلى مبنى العنفات في السد أن يفتح البوابات بغض النظر عن توليد الكهرباء (لأن توليد الكهرباء يحتاج لطاقم عمل كبير) وعادة المسؤول عن الوردية بنفس اليوم يضع البوابات على مستوى متوسط حتى لا يحدث ضرر في حالة الطوارئ وهذا يدل على أن هنالك فعل فاعل قام بإغلاق العنفات بهدف رفع مستوى البحيرة الواقعة خلف السد وبالتالي اغراق القرى الواقع على ضفافها”.

ويضيف الحنيضل: “إما أن يكون تنظيم داعش هو من فعل ذلك حتى يكسب حاضنة شعبية وإما أن تكون هنالك ممارسات من قبل القوى التي دخلت مؤخرا على السد أدت لهروب الموظفين أو أن يكون هنالك جهل من قبلهم بخطورة الأمر وهذا بحد ذاته يشكل جريمة”.

يذكر أن سد تشرين ثالث سد تم إنشاؤه على مجرى نهر الفرات في سوريا ودخل الخدمة عام 1999 بعد سد الفرات وسد “البعث” في ريف محافظة الرقة.

التعليقات متوقفه