أنواع مرض فقر الدم وكيفية الوقاية والعلاج – الدكتور فارس الشيخ

مرض فقر الدم هو نقص في نسبة الكريات الحمر (الخضاب) في الدم، و يمكن تعريفه بأنه نقص في قدرة الدم على حمل الأكسجين باعتبار أن الكريات الحمر هي التي تحمل الأوكسجين في الدم، وهناك ثلاثة أنماط لفقر الدم وهي فقر دم بنقص الحديد وهو الشكل الأكثر شيوعاً، وفقر دم بنقص فيتامين B12 وفقر الدم بنقص حمض الفوليك.

وينتج فقر الدم عن حالات نزيف حاد أو عن نقص في إنتاج الدم ناتج عن نقص في أحد العناصر المكونة للكرية الحمراء بالجسم، كما يمكن أن ينتج عن زيادة تدمير الدم، أي أن تموت كريات الدم الحمراء بعمر قصير، وهذه الحالة تنتج عن عدد من الاضطرابات الجينية (الوراثية) مثل فقر الدم المنجلي، المعروف علمياً باسم الثلاسيميا.

حوالي واحد من بين كل سبعة أطفال يتطور لديهم فقر دم بعر السنتين، و السبب غالباً هو عدم حصولهم على الحديد الكافي في طعامهم، لذا يتوجب فحص مستوى الخضاب عند الأطفال عند بلوغهم العام الأول من عمرهم، ذلك أن حالات فقر الدم الشديد فيما لو بقيت بدون علاج، فإن تطور الدماغ سيتوقف.

هناك أعراض عامة لكل أنواع فقر الدم، وأعراض خاصة تضاف للأعراض العامة تتوقف على نوعية فقر الدم، والأعراض العامة التي تشير للإصابة بفقر الدم هي التعب الناتج عن جهد بسيط والشعور بفقدان الطاقة دائماً وتسرع ضربات القلب خصوصاً أثناء ممارسة التمارين الرياضية والإصابة بالصداع المزمن والإحساس بضيق في التنفس أثناء بذل جهد عضلي وتحول الجلد إلى لون شاحب بالإضافة لزيادة الإحساس بالنعاس وحدوث تقلصات مؤلمة في عضلات الرجلين.

أما الأعراض الخاصة للمرض فهي تختلف بحسب نوعه، فبالنسبة لفقر الدم بنقص الحديد، بالإضافة للأعراض العامة هناك عارض هام يسمى “بيكا”، وهو انحراف في الشهية، حيث يميل الطفل لأكل أشياء من غير المألوف أكلها مثل: الطين، الحُوَّارَة، الثلج، النشاء، القمامة..، ويمكن أن يقترن  فقر الدم بنقص الحديد بتقرحات في الفم مع شقوق في زوايا الفم وتقعر في الأظافر.

أما فقر الدم الناتج عن نقص فيتامين B12 فأعراضه الخاصة هي إحساس المصاب بالنخز في اليدين والقدمين بالإضافة لضعف في حاسة اللمس لديه وصعوبة في المشي والتوازن وضعف في الذاكرة ونقص في الذكاء.

ولعلاج المرض يجب في البداية تحيد نوعية فقر الدم، ففي فقر الدم بنقص الحديد تعطى شرابات الحديد في الحالات الخفيفة والمتوسطة، ويتم التركيز على الأطعمة الغنية بالحديد كاللحوم والحبوب والخضروات مثل السبانخ و البندورة وغيرها، وتعطى حقن الحديد العضلية أو الوريدية في حالات فقر الدم الشديد.

وبالنسبة لفقر الدم بنقص فيتامين B12 فبالرغم من قلة هذه الحالات إلا أن المصاب بهذا النوع من فقر الدم يجب علاجه بسرعة نظراً لأهمية هذا الفيتامين بالنسبة للجملة العصبية، ويتم العلاج بإعطاء المصاب مركبات فيتامين B12 وهي تكون على شكل شرابات وحبوب وحقن عضلية.

أما في حالة فقر الدم الناتج عن نقص حمض الفوليك فيجب إعطاء المصاب جرعات من حمض الفوليك وعادة ما تشترك مركبات حمض الفوليك مع مركبات الحديد، وهناك مستحضرات تحتوي على حمض الفوليك لوحده يمكن أن تعطى للمصاب، أما فقر الدم الناتج عن نزيف فيجب بطبيعة الحال علاج المصاب بنقل الدم إليه.

ويجب التنويه إلى أن حبوب الحديد لا تؤخذ خلال الساعتين التاليتين لتناول أدوية الحموضة أو أدوية الالتهاب لأنها تخفض من امتصاص الحديد، كما أن مركبات الحديد لا تؤخذ مع بعض الأطعمة والمواد مثل الشاي والقهوة والشوكولا والحليب وأي طعام عالي الألياف، ويجب الانتباه إلى أن بعض مركبات الحديد يمكن أن تسبب عدم ارتياح في المعدة،  مما يؤدي إلى أعراض منها الغثيان والإسهال.

وللوقاية من الإصابة بفقر الدم يُنصح بتناول فيتامين C أو شرب كأس من عصير البرتقال أثناء تناول مركبات الحديد لأن ذلك يحسن من امتصاص الحديد، كما يجب على الحامل أن تبدأ بتناول مركبات الحديد وبعض الفيتامينات بفترة مبكرة من الحمل، ويجب تغذية الطفل تغذية متوازنة في كل مراحل العمر، حيث يجب إدخال الأطعمة عند الرضع بعمر 4 شهور.

ويجب غسل الفواكه والخضار بشكل جيد وهناك توصيات بغسلها بالماء والصابون لضمان القضاء على بيوض الديدان، حيث أن الديدان (مثل الحرقص، الاسكاريس..) سبب مهم لفقر الدم عند الأطفال في بعض المناطق.

التعليقات متوقفه