الطز والمرحبا – خطيب بدلة

الطز والمرحبا

942615_498624940218370_1410083604_n

خطيب بدلة

(بالتعاون مع مجلة كش ملك الإلكترونية)

حدثني الحمار السوري، قال:

يجب علينا-نحن معشر الكائنات- أن نعترف بغرابة العصر الحديث؛ ففيه يختلط عباس بدباس، الحمار بالكلب، بابن آدم، بالحابل بالنابل، وتستوي فيه، كما يقول أهل معرتمصرين: الطز مع المرحبا!

فأنا-الحمار ابن الحمار- لم أُدْعَ للكتابة في مجلة “كش ملك” الإلكترونية وحسب، بل إنني اضطررتُ لأن أفتح حساباً على الفيسبوك، وصار عندي إيميل، وموقع إلكتروني (www.ha-ha.com) وسكايب، وفايبر، وواتس أب.. الله وكيلكم ما بقي غير أن يأتوني بملحن ويسجلوا (شنهقتي) على أسطوانات، حتى أكتسح الموقف وأكسر الأسواق، وما حدا أحسن من حدا.

مراسلاتي صارت (دوكما)، وصرت أتأخر في الرد على الرسائل الإلكترونية، لأن الوقت ما عاد يكفيني للرد عليها كلها أولاً بأول.

الأستاذ (سين هاء)، وهو رجل-على ما يبدو- عَلْماني، كتب لي رسالة مطولة، ومعقدة، و(فايتة ببعضها)، استطعت أن أستشفّ منها شيئاً مما يقصد، وهو أن القوى المدنية والديمقراطية الموجودة في سوريا، التي لم تشترك في الثورة سابقاً ستشترك الآن، بزخم كبير، لأنها أدركت أن البلد في خطر، والثورة مهددة، وأن الأحزاب اليسارية الواقفة إلى جانب النظام، والتي تُعينُه على قتل المزيد من أبناء الشعب السوري وتهديم منازله؛ ستفرمل الآن، ثم تنشق عن النظام، وتهرع من توها للوقوف إلى جانب الثورة! وخلال فترة وجيزة ستتحد القوى اليسارية والديمقراطية والعَلمانية والليبرالية مع القوى الإسلامية الحقيقية المعتدلة، وسيشكلون جبهة قوية متراصة تخلص البلد من النظام ومن التطرّف في الوقت نفسه، وسوف ترى الجمهورية السورية تضاهي السويد وبريطانيا وألمانيا في الرقي والمدنية وحقوق الإنسان والحيوان.

الدكتور (ميم راء) كتب لي يقول: إن النظام السوري سوف يسقط قبل الحادي والثلاثين من كانون الأول ديسمبر 2013، من خلال تحالف عسكري دولي، يتشكل خارج مجلس الأمن، وسوف تشرف قوات هذا التحالف على إقامة انتخابات برلمانية نزيهة في سوريا، وستجري في سوريا مصالحة وطنية غريبة من نوعها لا تترافق مع إراقة قطرة دم واحدة، وسيتم الانتقال إلى بر الأمان بهدوء ولطف وسلاسة، يصعب على عقلك الغبي-يا حمار- أن يستوعبها!

الشيخ أبو قتادة الجَبَلْشَيْخي أرسل إلي رسالة مطولة يخبرني فيها، بعد التحية والسلام والصلاة على خير الأنام، أن الثورة المسلحة في سوريا ستنتصر، وسيتم القضاء على النظام السوري وعلى القوات الخاصة الإيرانية التي تقاتل إلى جانبه، وميليشيات الإرهابي حسن نصر الله، وجنود لواء أبي الفضل العباس، بفضل تلاحم القوى الإسلامية المقاتلة على الأرض، واستعدادها للتضحية في سبيل الله، وحينما ننتهي من إسقاط هذا النظام، لن (نضرب فرامل)، إن شاء الله، وسوف نبقى (داعسين) في (جهادنا) المقدس، حتى نصل، بعون الله، إلى الجولان، فنفتح الجبهة المغلقة، ونتابع طريقنا، حتى نصل إلى المسجد الأقصى، فنفتحه، يوم الخميس، وفي يوم الجمعة يصلي المسلمون القادمون من أقاصي الأرض وأدانيها، ويعلنون إقامة دولة الخلافة الشامية الكبرى وعاصمتها القدس..

وحينما استوضحتُ من عما سيكون موقف أمريكا من تحرير الأقصى وإعلان هذه الدولة كتب لي رسالة من كلمتين: طز بأمريكا.

هل تعرفون لماذا يكتبُ لي هؤلاء الناس مثل هذه الأشياء التي لا يمكن أن يصدّقها عقل ولد صغير؟

أظنكم تعرفون. إنهم يفعلون ذلك لأني حمار. و(لجهلهم)، واسمحوا لي أنا أقول (لغبائهم) يعتقدون أن الحمار بيضل حمار!

التعليقات متوقفه