طبول الحب – دربكات الحرب – الروائية: مها حسن

طبول الحب- دربكات الحرب

الروائية: مها حسن

بعد تصريح أوباما الشهير، بأن الكيماوي خط أحمر، وبعد الحجم الهائل من السخرية والتهكم الذي قوبل به أوباما، لتصريحه الهشّ غير الجاد، والذي حوّل الرئيس الأمريكي إلى دمية في مسرح العرائس، يسخر منها السوريون خصوصاً والعالم عموماً، حتى في عبارته المماثلة في الشهرة وحصْد التهكّم ( أيام الأسد معدودة) والتي صارت لعبة لغوية في اللغة العربية لتكون: أيام الأسد (مع-دودة)، بعد كل هذا التهديد الأوبامي، تم استخدام الكيماوي.

المسكين أبو حسين وجد نفسه محرجاً أمام العالم، وصار الجميع ينظر إليه محدّجاً إياه بنظرات التهكم (شو أخبار الخط الأحمر اللي صرعتنا فيه من سنة؟)… جلس أوباما وصفن صفنات طويلة، محاولاً التوفيق بين ادعاداته وتهويشاته بالرد، وبين الرد فعلاً.

لم تتوقف وسيلة إعلامية عربية أو غربية، بتذكير أوباما بعبارته، والتي تكاد تكون من أهم الأقوال المأثورة في الثورة السورية: الكيماوي خط أحمر.

لا يزال أوباما يبحث عن الحل، فهو لا يريد قرع طبول الحب، عفواً، قصدي الحرب (ولي.. مأخوذة بالحب أنا)، ولكنه لا يريد أن يتحول إلى مسخرة أمام العالم. علماً أن السوريين أيضاً يلعبون باللغة، وعلى طريقة تقطيع معدودة إلى (مع- دودة)، يمكن تحويل مسخرة إلى كلمتين أخريتين، لنحصل على معنى بذيء إلى حد ما، يليق بتسرع أوباما، وانفعاله اللغوي.

كأن أوباما اليوم يدق على دربكات الحرب، ويرقص على الحبال، ويرقّص العالم معه، فمن اللغة الحاسمة لحظة، إلى اللغة المشككة لحظة، ثم إلى الرغبة في انتظار تقرير المفتشين، ثم البحث مع الأصدقاء الأوربيين، وهكذا يتقلّب إيقاع الرقص الأوبامي، وعلى دربكة أوباما، رقّصهم يا جدع!

البرنامج التلفزيوني الفرنسي الشهير” لي غينيول”، أو دمى الأخبار، والذي يختصر غالباً بـ (الدمى)، راح يلهو مع دمية بشار الأسد، واللعب بالكيماوي.

قبل استضافة بشار(الدمية) يسأل مقدم البرنامج الرئيس هولاند عن تحضيراته للذهاب إلى سوريا، فيجيب هولاند ـ الدمية، بأنه يخطط لاسترجاع حارة في مرسيليا، ليقول المذيع ساخراً: لكي نذهب إلى سوريا علينا أولاً استرجاع مارسيليا.

أما بشار ـ الدمية، فيظهر مستغرباً غضب العالم منه، وحين يقول له المذيع: (ولكنك استخدمت الكيماوي)، يجيب بشار: إذن! لقد قتلت من قبل مئة ألف سوري، فهل المشكلة فقط لأنني قتلت اليوم، بالكيماوي، ثم يَعِد بشار ـ الدمية، بالتوقف عن القتل الكيماوي، متابعاً وسائله الأخرى في القتل، التي يسميها القتل الطبيعي 100٪ أي دون كيماوي، ولمزيد من الاستيضاح، تأتي دمية بشار بامرأة حامل، ويطلق عليها النار أمام الشاشة، ليتأكد من عدم غضب العالم من وسيلة القتل (الطبيعية) تلك.

إن طبول الحب، أعني الحرب، تُقرع في العالم، ضد نظام الأسد، لأنه استعمل الكيماوي، فشكّل خطراً على العالم، أما القتل غير الكيماوي، وهو القتل بأي طريقة أخرى، هو قتل شرعي، بنظر العالم، لا يستلزم حتى تحمية الدربكة والرقص على أشلاء الجثث.

.

((تُنشر هذه الزاوية بالتعاون مع مجلة كش ملك الإلكترونية))

https://www.facebook.com/123kishmalek?ref=ts&fref=ts

التعليقات متوقفه