مذكرات ثورية – حسن قطيش

مذكرات ثورية

حسن قطيش

الشباب زهرة الحياة وقمة الحماس والاندفاع، هذا حال الشاب أحمد الذي التحق بالمساجد بحثاً عن دينه من خلال الدروس الكثيرة التي وجدت طريقها إلى الناس هذه الأيام.

حماس أحمد أراد أن يغير العالم ناسياً نفسه من التغيير، فَهِم أن الدين هو ترك التلفاز وغيره من الأمور التي يجب أن تأتي بشكل تدريجي، ذهب إلى البيت بعد خروجه من أول درس له في المسجد ليجد إخوته وأخواته يشاهدون مسلسل مهند التركي، فهب مسرعاً وأطفأ التلفاز صارخاً في وجه العائلة: حرام! لايجوز أن تفعلوا ذلك.

شنوا جميعهم حملة ضده تهدف إلى إشعال التلفاز، وإكمال المسلسل، فتصدى لهم وكانت النتيجة أن دخل أحمد في عراك معهم جميعاً انتهى بانتصاره عليهم وبكسر التلفاز. وماهي إلا لحظات حتى حضر والده إلى المنزل ليلجأ الجميع إليه مشتكين على أحمد مُظهرين ما فعل بهم، ولكن الأب لم يكترث، وقلّل من حدة غضبهم.

ولكن وبعد أن علم أن أحمد اخترق الخطوط الحمراء بما فعله بالتلفاز، ثار جنونه وهبَّ غاضباً قائلاً: “صاير داعية ولاك؟ هلق بدي فرجيك الدعوة على أصولها”. وهجم على أحمد الذي لاذ بالفرار وهو يصيح: “يا الله مالنا غيرك يا الله”. ودخل الأب في مطاردة مع أحمد في أنحاء المنزل ليمسك به أخيراً، ويجلس على بطنه ويبدأ بلكمه وضربه، وأحمد يصيح بأعلى صوته: “أحدٌ أحد… أحدٌ أحد…” ظاناً نفسه بلالاً الحبشي ووالده أمية سيد بلال!

هون عليك يا أحمد ألم يخبروك: أنه لا تؤخذ الدنيا غلابا، حبة حبة يا حبيب.

التعليقات متوقفه