يوميات رفيق: أنا مشارك في القتال – رفيق الحروب
أنا مشارك في القتال
رفيق الحروب
استيقظت ذات صباح على ضجيج وأصوات عالية؛ فخرجت مسرعاً لأعرف ما الذي يحصل؛ فرأيت صديقي طليسة يرتدي جعبته وبيده “كريك” يركض مسرعاً، وكل أبناء المدينة يرتدون جعبهم ومعهم أسلحتهم الخفيفة والمتوسطة ويركضون مثله.
عندها قلت: لقد حق الحق، وستبدأ معركة التحرير دون شك! هذه هي كفرنبل، قلعة الصمود ومنبع الرجال الأشاوس، كفرنبل تستعد لمعركتها الحاسمة ضد الطغاة، كفرنبل استجابت لصرخات المظلومين والأيتام، هذه هي كفرنبل كما عهدتها؛ تهبّ لنصرة المظلوم على الظالم، وهؤلاء هم أبطالها يزحفون لدكّ معسكرات الجيش…
عندها قاطعني طليسة قائلاً: “لك حاج تحوص وحاج تلوص وحاج تبرم متل الصوص، لا في معركة ولا في تحرير… كل القصة وما فيها أن هناك رواتب وصلت لأفراد الكتائب، فقلت متفاجئاً: إذاً لماذا يرتدي الناس جعبهم وأسلحتهم؟ فقال لي: مافي قبض إلا لمن معه سلاح، فقلت: ولماذا تحمل الكريك؟ فقال: بهذا الكريك حفرت خنادقاً للثوار، فإذاً أنا مشارك في المعارك وبيطلع لي راتب!
وبعد أن فكرت طويلاً كيف سأحصل على راتب مثل طليسة، نتعت منقل الشوي الخاص بمحلي على كتفي وركضت باتجاه مقر المالية، فقال لي طليسة ضاحكاً: لماذا تحمل المنقل؟ فقلت: بهذا المنقل أطعمت جميع الثوار والكتائب، ولولاه لما خاض ثوارنا أية معركة، فإذاً أنا مشارك في القتال، وبيطلع لي راتب!
التعليقات متوقفه