ما خسرته إدلب من أشجار يحتاج تعويضه إلى مئات السنين

يقول المهندس فراس اليوسف من دائرة الحراج في إدلب إن تعويض ما خسرته غابات إدلب في سبع سنوات يحتاج إلى مئات السنين. وأضاف أن الأشجار التي قطعت أو أحرقت منها أشجار طبيعية يبلغ عمرها نحو 250 سنة في حين يصل عمر الأشجار الصناعية إلى 30 عاماً.

ويحذر وزير الزراعة في حكومة الإنقاذ من أن تدمير الغابات يمكن أن يفاقم مشكلة الاحتباس الحراري خاصة في ظل انتشار حراقات النفط البدائية في مناطق المعارضة السورية.

غابات إدلب ليست الوحيدة التي تتعرض للقطع فهناك أربعة مواقع حراجية غربي مدينة حلب، هي كفر كرمين وكفر حلب، والكسيبية وجبل سمعان، فيها 1850 هكتاراً معظمها من أشجار الصنوبر الحلبي، تعرضت أيضاً للقطع بنسبة 70 %، بحسب المهندس المسؤول في قسم الحراج في حلب إبراهيم حميدي.

وفي القانون السوري (1)رقم 6 لعام 2018 تنص المادتان 31 و32 على أنه:

أ- يعاقب بالحبس من ثلاثة أشهر إلى سنة كل من تسبب بنشوب حريق في الحراج أو الأراضي الحراجية أو المحميات الحراجية أو مناطق الوقاية نتيجة إهمال أو قلة احتراز أو عدم مراعاة القوانين والأنظمة النافذة.

ب- تشدد العقوبة إلى الأشغال الشاقة المؤقتة إذا نجم عن التسبب بنشوب حريق إصابة إنسان بعاهة دائمة.

ج- تشدد العقوبة إلى الأشغال الشاقة مدة لا تقل عن سبع سنوات إذا نجم عن التسبب بنشوب حريق وفاة إنسان.

المادة 32:

أ- يعاقب بالحبس من ستة أشهر إلى سنتين وبالغرامة من 500 ألف إلى مليون ليرة سورية كل من أقدم دون ترخيص مسبق على قلع أو قطع أو إتلاف أو تشويه الأشجار والشجيرات في حراج الدولة أو الإتيان بأي عمل يؤدي إلى إتلافها، لكن تبقى هذه التشريعات غير قابلة للتطبيق في المناطق الخارجة عن سيطرة القوات الحكومية.

ويقول العامل أحمد الفارس إنه لم يلتق بأحد من الشرطة الحرة التي تعمل في مناطق المعارضة خلال فترة عمله في التحطيب منذ أوائل 2016.والشرطة الحرة لها 32 مخفرا توجد في مدينة معرة النعمان جنوب إدلب والقرى والبلدات المحيطة بها وحارم وسلقين قرب الحدود التركية وعدة بلدات غربي حلب.

ويقول الرائد حسين الحسيان من الشرطة الحرة في إدلب إن معظم الأحراش تقع خارج مناطق انتشار الشرطة. وأضاف أن الشرطة نفذت 204 ضبوطا لعمليات حرق أو قطع أشجار في مناطق عملها في عام 2017.

وزارة الزراعة في حكومة الإنقاذ يقتصر دورها في مواجهة التحطيب الجائر على نشرات توعية، تبرز أهمية الشجرة ومكانتها في الإسلام، للتأثير على الناس في خطب الجمعة والدروس في المساجد. وألقت الوزارة الكرة في ملعب الفصائل العسكرية وقالت في رد على معد التحقيق إنه يجب على الفصائل حماية المواقع الحراجية في مناطق سيطرتها. ودعت إلى إنشاء مخافر حراجية وتسيير دوريات لتأمينها.

المتحدث باسم هيئة تحرير الشام (النصرة سابقا) وهي أبرز فصائل المعارضة في المنطقة عماد مجاهد نفى أي دور أو تواطؤ من جانب الهيئة في قطع أشجار الغابات. وهو ما نفته أيضا حركة نور الدين زنكي في حين رفض الحزب التركستاني الإسلامي الرد على طلب التعليق.

ومن جانبه قال فؤاد سيد عيسى عضو مجلس إدارة منظمة بنفسج للإغاثة والتنمية العاملة في إدلب إن المنظمة، ومقرها تركيا، قامت بالعديد من حملات التشجير لمحاولة تعويض جزء بسيط من “الكارثة” في إدلب نتيجة الاحتطاب من الأشجار. وأضاف أن منظمة بنفسج غرست أكثر من 50 ألف شتلة في مشروعها الأول في بداية 2016 في مناطق إدلب وأريحا وجسر الشغور ومعرة النعمان وما حولها ثم أتبعته بمجموعة من الحملات المتتالية للتشجير خلال العامين التاليين بجهود متطوعيها وبالتعاون مع العديد من المجالس المحلية والفاعليات المدنية فيها، لكنه أشار إلى أن ما تمت خسارته يحتاج إلى منظمات دولية ومبالغ كبيرة وسنوات عديدة من أجل إعادة جزء منه.

المراجع:
1- بوابة الحكومة السورية الإلكترونية

 

التعليقات متوقفه