حين أخرجت من دمي – ياسر الأطرش

حين أُخرجت من دمي

ياسر الأطرش – خاص الغربال

 

توسمتُ فيكَ الخير والدهر جارحي

يحطُّ عزيزاً حين يرفع ظالماً

وعنديَ نفسٌ لا تباع وتشترى

أحلّقُ نحو الله وهو الذي يرى

فما ضرّني صحبٌ يخلّون صاحباً

أنا ابن أبي أفنى ثمانين حِجّةً

أنا ابن أنا لا شيء يسبق همتي

تَقاسَمُني الأقدار حتى كأنني

حملتُ على كِتفي سمائي فحصتي

ترابيَ لا يعني أنايَ، فكلما

تركتُ شبابي- حين أُخرجتُ من دمي-

وأودعتُ قنديل الطفولة عند من

حملتُ معي صوتي وموتي وزوجتي

وإرثُ المعريّ البصير يصيح بي:

فخذ غصّتي واقصد عرارَ وألقها

هنالك لا جبٌّ ولا زيف إخوةٍ

وما الدهر إلا جارحٌ وابن جارحِ

ويقسو على حرٍّ كريمٍ مسامحِ

ولي جانحٌ يعلو على كل جانحِ

ويسمع صوت الآه لا صوت نائحِ

ولا سرّني رأيٌ غبيٌ لمادحِ

ومازال وضاءً تقيَّ الملامحِ

وإني غريبٌ في ثمودٍ كصالحِ

جُموع شتاتٍ، إنما جدُّ واضحِ

من الغيب بيتي في غياب المطارحِ

خنقتُ اتساع الطين ضجّت مسارحي

على قبر أمي خافضاً للجوانحِ

ولو قيل : يا ابراهيمُ !! ليس بذابحي

التي حوَّرَتْ بحري إلى غير مالحِ

ستبقى هي الدنيا…مكانِكِ راوحي

على قلبه ترتدّ فيك جوارحي

ولكنهم كفي التي لم تصالحِ

التعليقات متوقفه