النظام – الدولة – التحرير

أمام العجائب التي نسمع عنها كل يوم والتصرفات غير المسؤولة من قبل “الثورجية” أصبح من الضروري التفريق بين النظام والدولة. فالنظام هو العصابة المجرمة التي أحرقت البلد ممثّلة بالطاغية والأجهزة الأمنية والجيش الخائن. أما الدولة فهي المؤسسات والمنشآت الخدمية والتعليمية والاقتصادية. الدولة مثلنا تماماً؛ ضحية من ضحايا النظام، الدولة للسوريين جميعاً أما النظام فهو للطاغية وشركائه في الإجرام، لذلك يجب علينا أن نحرص على منشآت دولتنا وأن نحافظ عليها فهي التي ستشكل أساس النهوض بعد النصر، وبدونها سنحتاج لسنوات طويلة جداً حتى نقف على أقدامنا مجدداً.
فما معنى تحرير مدرسة لايوجد فيها جيش أصلاً وسرعان ما تُسرق مقاعدها وتجهيزاتها! وما معنى تحرير صوامع حبوب وسرعان ما يُسرق مخزونها ويُباع لتجار لايعبدون إلا الدولار! وما معنى تحرير معامل ومنشآت وسرعان ما يتم تدميرها وإحراقها أو بيعها لتجار أجانب!
هذا ليس التحرير الذي ننشده والذي لأجله ضحى آلاف السوريين بأرواحهم ومستقبلهم، هذا هو التخريب بعينه، والذي لن ينعكس إلا دماراً على بلدنا وضياعاً لمستقبل أبنائنا.
للتحرير هدف واضح ومحدد هو نظام الطاغية، ومن لايستطيع مقارعة الطاغية عليه أن يجلس في بيته لا أن يختلق انتصارات وهمية ضررها أكثر من نفعها.
بوركت سواعد الأبطال الذين حرروا مطار تفتناز، وكم أتمنى أن أسمع يوماً بتحرير فرع المخابرات الجوية في حمص الذي قضيت فيه أربعة أيام، أو فرع فلسطين بدمشق الذي عاش فيه أخي 35 يوماً جحيمياً أو فرع المخابرات العسكرية بحلب الذي اختفى فيه ابن خالي، أو القصر الجمهوري الذي أحرق ويحرق دولتنا وفلذات أكبادنا…

التعليقات متوقفه