هي انطلاقة أخرى
هي انطلاقة أخرى
هكذا نريدها، انطلاقة أخرى للغربال على الأصعدة كلها، لا على صعيد الشكل والحجم فقط. ندرك جيداً أن ذلك ليس بالأمر الهيّن وأن دربنا لن تكون مفروشة بالورد فدون غايتنا الكثير من العمل والكثير العقبات.
وفي مراجعة لأعدادنا السابقة يمكن القول: إن أهمّ ما وجّه من ملاحظات للمجلة في مرحلتها السابقة ينحصر في بندين أساسيين محقّين هما:
طغيان الصوت الواحد وضيق دائرة فريق المجلة، وسوداويتها في النظر إلى مايحيط بها.
وإدارة الغربال لاتنكر ذلك بل لعلها لاتملك ماتدفع به عن نفسها سوى تواضع إمكاناتها الأمر الذي جعلها تتقوقع على فريق صغير جداً يمتلك نظرة واحدة.
اليوم اختلفت الحال، وتغيّرت الإمكانات نحو الأفضل، وأضحى من المشروع لنا أن نفكّر بآفاق أرحب وأوسع من تلك التي كنا ننطلق منها.
همّ الغربال سيبقى هو نفسه: الغربلة، غربلتنا نحن، ولكنها ستعمل جاهدة لتخرج من غربالها “الحنطة” التي تسرّ الناظرين وتدفعهم إلى الاقتداء والعمل، و”الشوفان” الذي سنسعى جميعاً لاستبداله ما أمكن بالحنطة!
لن تغلق الغربال بابها في وجه أحد كما كانت دائماً، ففي صفحاتها مُتّسع لكل من يسكنه الهمّ المشترك العام، وستبقى رسالتها موجهة لنا نحن أبناءَ كفرنبل وشتّى المناطق المحرّرة الأخرى، فلا شأن ولا فائدة ترتجى من الشتم والصراخ في وجه حاكم أبى إلاّ أن يكون جلاداً وقاتلاً، ومجتمع عربي ودولي أبى إلاّ أن يكون شاهداً أخرس وشريكاً في الدمّ…
مدير التحرير
محمد صالح السلوم
التعليقات متوقفه