سوق خميس
سوق خميس
أسامة السلوم
هم روح الثورة، وهم من خرجوا في البداية وبالتالي فلا شكّ أن هدفهم هو إسقاط النظام، هم الشرارة الأولى في المنطقة الشمالية التي لم يجرؤ فيها أحد في تلك الفترة على “مناوقة راسو”، هم وهم وهم …
كانوا ولكنهم لم يستمروا، ما الذي حصل لروحهم ولشرارتهم وأهدافهم؟ كيف نستطيع تفسير ما يحدث اليوم بينهم؟
كلما حاولت مناقشة أحدهم محاولاً إيجاد حل للتفرقة التي نحن فيها؛ داخ ودوّخني في تفاصيل لا تسمن ولا تغني من جوع محاولاً إدخالي في متاهات وصراعات شخصية بينه وبين طرف آخر، ولك حتى “كباريتنا” الذين من المفترض أن يكونوا واسطة خير في مثل هذه النزاعات تحولوا إلى طرف من أطراف الخلاف وباتوا جزءاً من المشكلة لا من الحل!
لم تكن المحاولة الأولى ولا الثانية ولا حتى السابعة… حين اجتمع تسعون ممن سمّيتهم تجاوزاً “روح الثورة” في أحد المساجد محاولين التوصل إلى صيغة للحل تجمعهم وتجمعنا على قلب واحد، وكان من المفترض الاتفاق على عشرة أشخاص منهم لاقتراحهم على المجلس المحلي في المدينة كأعضاء ليصبح المجلس أكثر تمثيلاً وأكثر قدرة على تنفيذ قراراته… فغاصوا في التفاصيل وتحوّل الاجتماع إلى “سوق خميس” (حتى أن سوق الخميس أكثر تنظيماً فكل بائع لديه بضاعة محددة يحاول تسويقها ولا يقوم بتعطيل عمل بقية الباعة) وخرجوا لنا بمهزلة حقيقية أثبتت لنا أن كلاً منهم يغني على ليلاه، يذكرونني بالعرب الذين ما انفكوا يتغنون بأمجادهم، فيتغنون بأنهم أول من خرج في وجه الطاغية في حين أن لا حاضر لهم ولا مستقبل إن بقوا على هذه الحال.
لم يخجلوا من أنفسهم وهم يتراشقون الاتهامات في مسجد من مساجد الله التي من المفترض أن يُرفع ويُذكر فيها اسمه، فلا والله لا يستحق أيّ من هؤلاء أن يكون عضواً في مجلس يمثّل كفرنبل أو يدير شؤونها.
قد يكون كلامي عامّاً وشاملاً للجميع، إلا أن اللوم الأساسي يقع على منظمّي الاجتماع أولاً وعلى بعض الثوار الذين لا همّ لهم سوى التعطيل والوقوف في وجه أي مبادرة والاعتراض عليها، لا لشيء بل لأن نتيجة اجتماع كهذا قد لا تحمل لهم المنصب الذي يحلمون به!
لم يعد من المجدي اليوم تقديم المزيد من المبادرات، فالحل هو تفعيل دور النواة القوية الموجودة أصلاً ممثلة باتحاد المكاتب التي تعمل على الأرض والتي تملك خبرة ميدانية وثورية، والعمل مع المجلس المحلي على إيجاد قوانين واضحة وصلاحيات واضحة ومحددة لكل مكتب من هذه المكاتب، بالإضافة إلى تشكيل مكاتب إضافية كمكتب للخدمات وهذا ما لم يقم به المجلس حتى الآن إذ وقع في فخ المعطّلين وفخ الروتين المقرف وفخ المركزية، فعليك اليوم أن تنتظر اجتماع المجلس الذي قد يتأخر أياماً للبتّ في قضية قد لاتحتمل تأخير ساعات !
وإذا استمر المجلس بالتعامل مع الواقع بنفس الطريقة الحالية فالفشل لن يتأخر عنه أيضاً.
التعليقات متوقفه