“جوجل” يحتفي بـ”نزار قباني” شاعر الحب والسياسية

في الذكرى الـ 93 لميلاده، احتفل غوغل بالشاعر السوري نزار قباني. شاعر المرأة والسياسية وصاحب الـ 35 ديوانا شعرياً.

أنحدر نزار من أسرة دمشقية عربية عريقة، إذ يعتبر جده أبو خليل القباني رائد المسرح العربي، حيث ولد في دمشق القديمة في حيّ “مئذنة الشحم” في 21 آذار عام 1923 وشبّ وترعرع في بيتٍ دمشقيّ تقليديّ لأُسرَةٍ عربية دمشقيّة عريقة، وبحسب ما يقول في مذكراته، فقد ورث القباني من أبيه، ميله نحو الشعر كما ورث عن جدّه حبه للفن بمختلف أشكاله، يقول في مذكراته أيضًا، أنه خلال طفولته كان يحبّ الرسم ولذلك “وجد نفسه بين الخامسة والثانية عشرة من عمره غارقًا في بحر من الألوان”، وقد ذكر أن سِرّ مَحبّته للجمال والألوان واللون الأخضر بالذات أنه في منزلهم الدمشقي كان لديهم أغلب أصناف الزروع الشاميّة من زنبق وريحان وياسمين ونعناع ونارنج. وكأي فتىً في هذا السنّ، ما بين سن الخامسة عشر والسادسة عشر احتار كثيراً ماذا يفعل، فبدأ بكونه خطّاطًا تتلمذ على يد خطّاط يدويّ ثم اتّجه للرسم وما زال يَعشقُ الرسم حتّى أن له ديوانًا أسماهُ الرسم بالكلمات. ومن ثم شُغف بالموسيقى، وتعلّم على يد أستاذ خاصٍ العزفَ والتلحين على آلة العود، لكنّ الدراسة خاصة خلال المرحلة الثانوية، جعلته يعكف عنها. ثُمّ رسا بالنهاية على الشعر، وراح يحفظ أشعار عمر بن أبي ربيعة، وجميل بثينة، وطرفة ابن العبد، وقيس بن الملوح، متتلمذاً على يدِالشاعر خليل مردم بِك وقد علّمه أصول النحو والصرف والبديع.

عام 1939 كان نزار في رحلة مدرسية بحريّة إلى روما، حين كتب أول أبياته الشعريّة متغزلًا بالأمواج والأسماك التي تسبح فيها، وله من العمر حينها 16 عامًا، ويعتبر تاريخ 15 أغسطس 1939 تاريخًا لميلاد نزار الشعري.

درس “قباني” الحقوق في الجامعة السورية، وفور تخرجه منها عام 1945 انخرط في السلك الدبلوماسي، متنقلًا بين عواصم مختلفة حتى قدّم استقالته عام 1966، أصدر أولى دواوينه عام 1944 بعنوان “قالت لي السمراء” وتابع عملية التأليف والنشر التي بلغت خلال نصف قرن 35 ديوانًا أبرزها “طفولة نهد” و”الرسم بالكلمات”. الذي وُلِد في الحادى والعشرين من مارس عام 1923 وتوفاه الله في الثلاثين من إبريل عام 1998.

بعد تخرج نزار عام 1945 من كليّة الحقوق بجامعة دمشق التحق بوازرة الخارجية السوريّة، وفي العام نفسه عُيّن في السفارة السوريّة في القاهرة وله من العمر 22 عامًا. ولمّا كان العمل الدبلوماسي من شروطه التنقّل لا الإستقرار، فلم تطل إقامة نزار في القاهرة، فانتقل منها إلى عواصم أخرى مختلفة، فقد عُيّن في عام 1952 سفيرًا لسوريا في لندن لمدة سنتين واتقن خلالها اللغة الإنكليزية ثم في أنقرة، ومن ثمّ في عام 1958 عيّن سفيرًا لسوريا في الصين لمدة عامين. وفي عام 1962 عيّن سفيرًا لسوريا في مدريد لمدة 4 سنوات. إلى أن استقرَّ في لبنان بعد أن أعلن تفرغه للشعر في عام 1966

أسس “قباني”، دار نشر لأعماله في بيروت باسم “منشورات نزار قباني” وكان لدمشق وبيروت حيِّزٌ خاصٌّ في أشعاره لعلَّ أبرزهما “القصيدة الدمشقية” و”يا ست الدنيا يا بيروت”، أحدثت حرب 1967 والتي اسماها العرب “النكسة” مفترقًا حاسمًا في تجربته الشعرية والأدبية، إذ أخرجته من نمطه التقليدي بوصفه “شاعر الحب والمرأة” لتدخله معترك السياسة، وأثارت قصيدته “هوامش على دفتر النكسة” عاصفة في الوطن العربي وصلت إلى حد منع أشعاره في وسائل الإعلام.

وتعرض قباني للعديد من المواقف الصعبة في حياته، حيث قتلت زوجته بلقيس خلال تفجيرٍ انتحاري استهدف السفارة العراقية في بيروت حيث كانت تعمل، وأيضا وفاة ابنه توفيق الذي رثاه في قصيدته “الأمير الخرافي توفيق قباني”،

بعد مقتل زوجته، غادر نزار لبنان وكان يتنقل بين باريس وجنيف حتى استقر في النهاية في لندن حيث قضى الخمسة عشرة عامًا الأخيرة من حياته، واستمرّ بنشر دواوينه وقصائده المثيرة للجدل خلال فترة التسعينيات ومنها «متى يعلنون وفاة العرب؟» و«المهرولون».

في عام 1997 كان قباني يعاني من تردي في وضعه الصحي وبعد عدة أشهر توفي في 30 نيسان 1998 عن عمر ناهز 75 عامًا في لندن. بسبب ازمة قلبية. في وصيته والتي كان قد كتبها عندما كان في المشفى في لندن أوصى بأن يتم دفنه في دمشق التي وصفها في وصيته:

«الرحم الذي علمني الشعر, الذي علمني الإبداع والذي علمني أبجدية الياسمين»

تم دفن قباني في دمشق بعد أربعة أيام حيث دفن في باب الصغير بدمشق بعد جنازة حاشدة شارك فيها الآلاف إلى جانب فنانين ومثقفين سوريين وعرب

التعليقات متوقفه