تعرف على ما جرى في مؤتمر مانحي سوريا الذي عقد في لندن

عقد يوم الخميس في العاصمة البريطانية لندن المؤتمر الرابع لمانحي سوريا، الذي يعقد سنويا بهدف جمع تبرعات من الدول المانحة لمساعدة السوريين المتضررين والدول التي تستضيفهم بمحيط سوريا.

وشهد المؤتمر، الذي افتتحه رئيس الوزراء البريطاني، ديفيد كاميرون، وحضره الأمين العام للأمم المتحدة، بان كي مون، ورعته المملكة المتحدة وألمانيا والنرويج والكويت، مشاركة 70 زعيماً ووزيرا ومسؤولا، ركزوا خلال كلماتهم على توفير التمويل من أجل تلبية الاحتياجات الفورية وطويلة الأجل للمتضررين من الحرب في سوريا.

تبرعات قياسية

وأعلن رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون أن مؤتمر المانحين من أجل سوريا استطاع جمع أكثر من 10 مليارات دولار من أجل اللاجئين السوريين.

وبين كاميرون: “حصلنا على 6 مليارات دولار للاجئين السوريين للعام الجاري و5 مليارات حتى العام 2020″، وأشار الى أن جزءا من المبالغ سيوجه إلى دول الشرق الأوسط التي تستضيف السورييين لخلق فرص عمل وظروف ملائمة لتدريس الأطفال، معتبرا أن “هذه المساعدة مهمة جدا للاجئين ودول المنطقة التي تعمل الكثير”.

من جانبها، أعلنت المستشارة الألمانية، أنجيلا ميركل أنه من المهم الحفاظ على الوصول إلى المناطق السورية حيث الحاجة إلى المساعدات الإنسانية.
ونوهت بأن ألمانيا قدمت مساعدات لصندوق “الثقة” لإعادة إعمار سوريا والذي يخصص المواد شمال وجنوب البلاد في المناطق الخاضعة للمعارضة السورية، فيما دعا الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون للعودة إلى المحادثات وعدم استغلال فترة تعليقها للسيطرة على مناطق جديدة في ساحة المعركة.

وقالت ميركل إن ألمانيا تعهدت بتقديم 2.3 مليار يورو (2.56 مليار دولار) كمعونات لسوريا بحلول 2018 منها 1.1 مليار هذا العام.

وتعهدت النرويج بتقديم 1.17 مليار دولار على مدى السنوات الأربع المقبلة وهذا المبلغ يفوق أي تعهد قدمته النرويج من قبل لأي أزمة إنسانية من هذا النوع.

وأعلن أمير الكويت عن تبرع بلاده بمبلغ 300 مليون دولار أميركي للاجئين السوريين، وكانت الكويت قد قدمت 1.3 مليار دولار خلال المؤتمرات الثلاث السابقة التي استضافتها.

وتعهدت بريطانيا بتقديم 1.2 مليار جنيه استرليني (1.75 مليار دولار) خلال السنوات الأربعة القادمة.

من جانبه اعلن وزير الخارجية الاميركي جون كيري أن واشنطن تتعهد بنحو 600 مليون دولار كمعونات إنسانية إضافية لسوريا علاوة على 290 مليون دولار كمعونات لدول الجوار. وأوضح كيري أن “الولايات المتحدة قدمت حتى اليوم أكثر من 4،5 مليار دولار مساعدات للاجئين السوريين والنازحين في سوريا”.

وأعلن وزير المالية السعودي، الدكتور إبراهيم بن عبدالعزيز العساف، تقديم المملكة العربية السعودية مبلغ 100 مليون دولار إضافية عن المبلغ الذي تعهدت به في مؤتمر الكويت لمانحي سوريا، إضافة إلى توفر 90 مليون دولار من الالتزامات السابقة، والمتاحة للصرف في الفترة القادمة.

ويعتبر مبلغ 10 مليارات دولار مبلغاً قياسياً نظراً لأن مؤتمر مانحي سوريا الذي عقد في شهر آذار العام الفائت في الكويت تمكن من جمع نحو 4 مليارات دولار فيما جُمع في المؤتمر الأول الذي عقد في الكويت عام 2013 مليار ونصف مليار دولار، أما في المؤتمر الثاني الذي عقد بالكويت أيضاً عام 2014 فقد تم جمع 2.4 مليار.

الدول المجاورة لسوريا تطلب المزيد من الأموال

قال رئيس الوزراء التركي أحمد داود أوغلو في كلمته أمام المؤتمر أنه لا توجد مدينة في تركيا ألا تواجد فيها لاجئون سوريون، في حين أن هناك 60 ألفا يتحركون نحو الحدود التركية.
وبين في كلمته أن هناك “الآن في تركيا 2.5 مليون لاجئا من سوريا، وفي اقليم كلس الحدودي جنوب تركيا المتاخم لسوريا 40% من السكان فقط أتراك. لم تتبقى لدينا مدينة تخلو من السوريين. وقبل مجيئي إلى هنا كان على الحدود عند كلس 10 آلاف لاجئ، فيما هناك نحو 60 ألف يتحركون نحو الحدود”. ولفت الى أن “300 ألف شخص يعيشون في حلب متأهبون للتحرك نحو تركيا”.
واعتبر داود أوغلو “أنهم مضطرون الى الهرب من استمرار إسقاط القنابل على مدينتي حلب ومضايا”، مشيرا الى أن “تركيا صرفت على اللاجئين الموجودين في المخيمات فقط واللذين يبلغ عددهم أكثر من 200 ألف، 10 مليار دولار”، وهناك حاجة في 20 مليار دولار لتأمين اللاجئين بكل ما يحتاجونه.

من جهته، أعلن الملك الأردني عبدالله الثاني أن المملكة ستستمر بمساعدة اللاجئين السوريين ولكن ليس على حساب مواطنيها. وأضاف “لا نستطيع أن نكون مُعاقبين لقاء فعلنا أمورا صحيحة”.
وأكد الملك الاردني أن بلاده تبذل كل ما في وسعها لمساعدة اللاجئين في التكيف بسرعة، لكنه نوه في نفس الوقت الى أن الأردن التي تعتبر إحدى الدول الثلاثة التي تستقبل أكبر عدد من اللاجئين تحتاج الى دعم المجتمع الدولي.

حذر وزير الخارجية إبراهيم الجعفري من أن استمرار الصراع في سوريا سيفاقم أزمة اللاجئين السوريين، وأشار إلى أن “العراق يحتضن اليوم أكثر من 250 ألف لاجئ سوري”، مؤكدا أن “العراق قدم لهؤلاء النازحين المعونة الإنسانية وتبرع بملايين الدولارات لهم خلال المؤتمرات الدولية”.

مشاركة سورية خجولة

حضر مؤتمر مانحي سوريا نحو عشرين سوريا من ممثلي منظمات المجتمع المدني السورية العاملة في مناطق سيطرة المعارضة، وتحدثوا في كلماتهم المقتضبة عن الصعوبات التي تواجه عملهم، ووجه رائد الصالح المدير العام لمؤسسة الدفاع المدني السورية كلاماً مباشراً في كلمته لممثلي الدول المانحة حيث قال: “يمكن أن تساعدنا تبرعاتكم على شراء المزيد من سيارات الإسعاف وسيارات الإطفاء إلا أن التبرعات لن توقف القصف الذي يتسبب بموت السوريين وتهجيرهم”.

ولم تتم دعوة أي ممثلين لهيئات المعارضة السورية السياسية أو للحكومة السورية المؤقتة أو للنظام السوري إلى المؤتمر.

التعليقات متوقفه