حكايتي مع الوليد بن طلال – محمد السلوم

البارحة قررتُ الانقلاب على حياتي، فمن غير المعقول أني أصبحت كالشنتير، ولدي عائلة وتجاوزتُ ال٣٣ التي كانت كافية للإسكندر المقدوني ليفتح العالم، وأنا صفر اليدين، ومفلس تماماً، ودون أية إنجازات محترمة!
ولذلك اخترت الشخصية العربية الأكثر نجاحاً والأكثر أموالاً، فبغير المال لاقيمة لك، وخزائن الكتب الثلاث التي كانت حصيلة عمري الوحيدة، كانت دائماً تثير رد فعل واحد من جميع زواري: إذا حطينهن بالصوبيا بيكفوا شتوية كاملة!
كان الهدف الذي وقع عليه الاختيار هو الوليد بن طلال، وبعد قراءة شيء من سيرة الرجل عرفت جيداً كيف جمع ثروته، ناهيك عن أني اكتشفت تقاطعات غريبة بيننا!
فالرجل دخل الكلية الحربية لمدة عام تعلم فيها الصبر، حيث أرغم على تنظيف المراحيض! طبعاً هو لم يجمع ثروته التي لاتحصى من هذا العمل!
وأنا أيضاً فعلت الأمر نفسه في معسكر الصاعقة في الشبيبة ومرة أخرى في كلية الدفاع الجوي بحمص!
والرجل عنيد جداً، وصبور، ويحب التحدي والإصرار، وهذه لاتنقصني، فأنا من برج الثور قولاً وفعلاً!
بعد الاطمئنان إلى وجود هذه التقاطعات المهمة بيننا أنا وأبو الطل، صار بإمكاني البحث في الطريقة التي اتبعها والدرب الذي سار عليه في جمع ملياراته الكثيرة.
أبو الطل، توجه إلى أبيه في بداية المشوار وقال له: بابا بدي فلوس! فأعطاه والده ٣٠ ألف دولار، ولكنه سرعان ما أفلس، وخسر الذي فوقه والذي تحته، ولكن صاحبنا لايستسلم وعنيد وصبور، فتوجه إلى أبيه مرة أخرى وقال له: بابا بدي فلوس! فأعطاه والده ٧٠٠ ألف دولار. ولكن الحظ العاثر لازمه مرة أخرى وأفلس الرجل!
ولأنه صبور ولا يستسلم وعنيد ويحب التحدي؛ توجه إلى أبيه مرة أخرى قائلاً: بابا بدي فلوس! فأعطاه والده مليون دولار، وهنا يبدو أن الكاتب أصابه الحياء فلم يذكر لنا إن كان أبو الطل نجح هذه المرة أم واصل الطلب من أبيه!
المهم ماعلينا…. بتّ أعرف الطريقة وهي جد سهلة، إذ لايفصلني عن والدي سوا باب غرفتي الصغيرة.
تسلحت بكل الإصرار والعزيمة وانطلقت إلى والدي، دخلت إليه قائلاً: كيفك أبو محمد الغالي! فقال: خير إن شاء الله، كيف حتى طلعت من هالكوشة تبعك؟
قلت: بابا بدي اطلب منك طلب، بدي تعطيني ٣٠ ألف دولار ابدأ فيها حياتي وانطلق في عالم الاستثمار.
سكت أبو محمد الغالي قليلاً ثم قال: حدا قلك أني قاعد على بنك؟ مابيكفيني أني حاويك أنت ومرتك وولادك وعم اصرف عليكم، لسا بدي اتحمل جنياتك، روح انقبر بغرفتك، وبعتلي ألف ليرة أجور طهور ابنك اليوم!
طبعاً، هذه ليست نهاية المطاف، فأنا لا أقل شأناً عن أبو الطل، ولدي من العزيمة والصبر والعناد مايفوق مالديه، وغداً سأطلب من أبو محمد الغالي ٧٠٠ ألف، ومحال أن ينتهي الليمون!

التعليقات متوقفه