العوانس والأرامل وانصافهن – براء جمعة

كان العرب القدماء يقولون دارت رحى الحرب، والرحى أو ما نطلق عليها (الرحي) طاحونة تجعل القمح دقيقاً، وبإضافة كلمة الحرب للرحى فإن ما تنتجه الرحى ليس الدقيق، وإنما الرجال، وخاصّة الحرب التي في سورية.

لابد من الخسائر “الشهداء” في المعارك والقصف وغيره، وسنحاول التعريج على هذه الخسائر، وأثرها على نصف المجتمع “المرأة”، ففي حالة مصرع الرجل، إن كان هذا الرجل متزوجاً نتج عن مصرعه أرملة حرب وهذه الأرملة عرضة أولا لأصحاب الخير كما يدّعون من رعاية أرامل (جمعيات إغاثية خيرية، مكاتب رعاية أسر الشهداء) وهذه النماذج في غالب الأحيان تقوم بفضح الأسرة المستورة وليس رعاية أسر مستورة كما تدّعي بالمغالاة في الرعاية وتقديم السلل الإغاثية ليس فقط على مسمع ونظر الناس؛ إنما أمام الكاميرات كما يطالب الداعم وهذا ما ينتج عنه إما أن ترفض أسرة الشهيد تقبّل هذه المعونة البسيطة والتي هي أدنى من حقها إذا كانت ميسورة الحال وباستطاعتها تدبر أمورها الحياتية أو أن تتقبل هذه المعونة بعد أن يكون قد افتضح أمرها في الشارع.

أما إذا كان هذا الرجل عازباً فبالإضافة إلى ما تتعرض له عائلة الشهيد المتزوّج، سينتج ازدياد في نسبة العنوسة بين النساء بشكل أو بآخر.

أما إذا كان الرجل خاطباً فسينتج عنه غالباً العنوسة المؤبدة؛ بسبب التعلّق الزائد بين الطرفين في هذه الفترة الجميلة (فترة الخطوبة).

أما بخصوص النتائج السلبية للعنوسة والترمّل، فبغض النظر عن ألسنة الناس التي تلوك فئتي العوانس والأرامل من الناس وتراقب تصرفاتهما؛ فالأخطر هو التأثير السلبي الجنسي، والذي قد يكون سببه الرئيسي قلّة وعي المجتمع الذي يعيب على الأرملة زواجها بعد وفاة زوجها ويطالبها برعاية الأطفال فقط حتّى وإن كانت في مقتبل العمر.

ولكن ماذا ستفعل هذه المرأة التي قد لا يزيد عمرها عن السبعة عشر سنة أو العشرين بغريزتها الجنسية بعد وفاة زوجها إذا كان المجتمع -في حال زواجها- يتهمها بخيانة روح زوجها الذي بليَ في التراب ويطالبها أن تدفن روحها ونفسها وتموت وهي حيّة لأجله!

بهذه الطريقة يكون المجتمع هو المحرّض الرئيس والمشجع لهذه المرأة على اللجوء لأساليب غير شرعية لإشباع غريزتها التي لم ينكرها عليها أي دين أو شريعة سماوية او أرضية باستثناء دين المجتمع المتخلف الذي صنعه البعض وفصلوه حسب ذوقهم وأنفسهم المريضة.

التعليقات متوقفه