أحمد جمال باشا السفاح 1873 – 1922
هو أحد قادة الانقلاب على السلطان عبد الحميد، عُيّن حاكماً على سورية عام 1915.
بعد فشله في احتلال مصر؛ صب جام غضبه على القيادات العربية التي حمّلها مسؤولية إخفاقه، فعمل على استبدال الكتائب العربية في بلاد الشام بكتائب غالبية جنودها من الأتراك، وفصل الضباط العرب البارزين من وظائفهم وأرسلهم إلى مناطق بعيدة. وتسببت سياساته بمجاعات طاحنة ونهب
منظّم لموارد السكان، وارتكب المجازر الشهيرة بحق الأرمن والسـريان. وازداد في عهده احتقار العرب حيث كانوا يوصفون بـ”بيس عرب”، أي العرب القذرون.
أخذ يعتقل الزعماء الوطنيين والمفكرين العرب ونكل بهم وعذبهم، وأعدم عدداً منهم بأحكام عرفية باطلة، استندت على تهم ساقها لهم تتراوح بين التخابر مع الاستخبارات البريطانية والفرنسية للتخلص من الحكم العثماني، إلى العمل على الانفصال عن الدولة العثمانية.
نُفّذت أحكام الإعدام شنقاً على دفعتين: الأولى 11 رجلاً في 21 أب 1915 والثانية 21 رجلاً في 6 أيار 1916 في كل من ساحة البرج في بيروت التي سميت “ساحة الشهداء” بعد ذلك، وساحة المرجة في دمشق، وقد اعتبر هذا اليوم عيداً للشهداء في البلدين تخليداً لهذا الحدث.
ومن أشهر الشهداء: الشيخ محمد مسلّم عابدين مدير أوقاف اللاذقيّة، نايف تللو، شفيق بك مؤيد العظم، عبد الحميد الزهراوي، سليم الجزائري، شكري بك العسلي، رفيق رزق سلّوم، رشدي الشمعة، أحمد طبارة.
ولأنه لابد من تبشير القاتل بالقتل؛ قُتل السفاح في تبليسي عام 1922م على يد شاب أرمني انتقاماً منه لدوره في إبادة الأرمن.
وبعد، فكم هو مؤسف أن يبارك أشباه المثقفين فعل السفاح بدعوى أن من قتلهم كانوا خونة وأعداء لله ورسوله، لن نناقش ذلك هنا، إذ يكفي أن ننظر حولنا اليوم ونراقب قطعان المنحبكجية وعلماء السلطان لندرك عظم المحنة التي مرت بها أمتنا على يد السفاح، إلاّ أن مايبعث على الرضى في النفس؛ مصير السفاح الذي سيلاقيه طاغيتنا وإن طال المدى.
التعليقات متوقفه